وزير الهجرَة: الإصلاحات المحقّقة جعلت المغرب نموذجا يُحتذى به
دعا الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، مغاربة العالم إلى ضرورة تعزيز الارتباط ببلدهم وتمثيله أحسن تمثيل من خلال التعريف بإمكانياته الاقتصادية والطبيعية والإستراتيجية والبشرية.
بيرو، الذي واصل جولته في عدد من الولايات الأمريكية، قال خلال تواصله مع مغاربة مدينة دلاس بتكساس إن المغرب استطاع بما حققه من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية أن يكون نموذجا يحتذى به في المنطقة، بـ”الإضافة إلى الدينامية الاقتصادية التي عرفتها المملكة بفضل الأوراش الكبرى المفتوحة والاستثمارات الهامة التي جلبتها المؤهلات التي تمتاز بها بلادنا”.
وأورد المسؤول الحكومي المغربي أن المملكة تحتل المرتبة الأولى في جلب الاستثمارات في إفريقيا، مخبرا بأنه تم استثمار 4 ملايير دولار في السنة الماضية، و”ذلك لما يتيحه فعلا المغرب من فرص حقيقية لنجاح المشاريع، وكذلك لما ينعم به من استقرار سياسي ودينامية اقتصادية”، داعيا كل أبناء الجالية المغربية من المستثمرين أو الراغبين في إطلاق مشاريع، سواء من تكساس أو كل أمريكا وكندا وأوروبا ودول الخليج إلى الاستفادة مما يوفره المغرب من تسهيلات غالبا ما يستفيد منها الأجانب.
وأشار أنيس بيرو إلى أن المغرب أحدث صندوقا للاستثمار، موكول له إعطاء دعم مباشر -ليس قرضا- لكل من يرغب من أبناء الجالية في الاستثمار في المغرب بقيمة عشرة في المائة من كلفة المشروع، بسقف خمسة ملايين درهم، وزاد: “كذلك تم فتح شبابيك داخل كل المؤسسات من أجل تسهيل المساطر والمساعدة وتشجيع المهاجرين الراغبين في الاستثمار بالمغرب”.
واستمع الوزير، الذي كان مرفوقا برشيد الزوين، القنصل المغربي بواشنطن، إلى مداخلات أفراد من الجالية المغربية واستفساراتهم، والتي انصبت مجملها على مواقفهم من التطورات الأخيرة في قضية الصحراء المغربية، مؤكدين تشبثهم ببلدهم الأم وبكل قضاياه المصيرية، وارتباطهم بوطنهم.
وركزت عدد من المداخلات على ارتفاع ثمن تذاكر السفر بالطائرة إلى المغرب، ومشاكل تعليم اللغة العربية، والمركز الثقافي، والخدمات القنصلية، داعين إلى ضرورة تدخل عدد من القطاعات التي لها صلة مباشرة بالجالية من أجل عقد مناظرة وطنية لإيجاد حل لغلاء أثمنة تذاكر السفر، ومقدمين مقترحا يرمي إلى خلق صندوق يساهم فيه كل المتدخلين، من أجل تخفيف العبء عن الأسر المغربية الراغبة في انتظام زيارتها مع أبنائها إلى المغرب.
وفي معرض أجوبته على الأسئلة، رحب الوزير بكل الاقتراحات المقدمة، وشدد على أن للوطن كذلك انتظارات من الجالية، رافضا حصر دور مغاربة العالم في تحويل الأموال فقط، واسترسل موضحا: “دور الجالية أسمى وأعمق، فالوطن ينتظر من أبنائه النجاح في مسارهم التعليمي والعملي والمهني في بلدان إقامتهم، وخدمة بلدهم بجديتهم وأخلاقهم وبعملهم اليومي على حسن تمثيله، وكذلك من خلال إعطاء صورة عن المغربي المسلم المتسامح المتعايش، وكذلك المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والمدنية لبلدان الإقامة”.
وتفاعلا مع الأحداث الإرهابية التي عرفتها بلجيكا، قال الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، إن الجالية المغربية أينما كانت هي جالية مسالمة ومتعايشة ومتسامحة ورافضة للإرهاب بكل أشكاله ومصادره، مؤكدا أن الوزارة تعمل في المدى القريب على إعطاء الانطلاقة لنقاش علمي واجتماعي وتربوي وثقافي، يشارك فيه العديد من الباحثين والمختصين في المجال الاجتماعي والديني والثقافي من المغرب وأوروبا وكندا وأمريكا والدول العربية، غايته فهم هذه الظواهر أكثر، وإيجاد حلول لها.
وختم الوزير كلامه بالقول: “ذلك لن يكون إلاّ بالفكر والسلام ونبذ العنف وتعبئة كل المؤثرين والجمعيات، وكذا الإعلام، من أجل تغيير النظرة المغلوطة التي تسعى إلى تشويه الإسلام”، داعيا إلى ضرورة الانتباه إلى تمدرس أطفال الجالية وتشديد ارتباطهم بالتعليم والتحصيل العلمي.
منقول من هسبريس
Enter the text or HTML code here