اللجنة الإسلامية فى إسبانيا تعد مناهج جديدة لنبذ العنف والتطرف وانفتاح مدارس إسبانياعلى التربية الإسلامية ابتداءً من العام المقبل
أعدت اللجنة الإسلامية بإسبانيا المعروفة اختصارا بـ “CIE” بـ 12كتابا ذو محتوى جديد لتدريسه فى المدارس الإعدادية والثانوية فى المدارس الإسبانية لرفض التطرف ومنع العنف الإرهابى. وأشارت صحيفة إيه بى سى الإسبانية إلى أن اللجنة الإسلامية فى إسبانيا حصلت على موافقة وزارة التعليم والثقافة على التقييم الإدارى والثقافى لمناهج جديدة تزود الطلاب باستيراتيجيات لرفع مستوى الوعى، ومنع أى أعمال عنف، وخاصة العنف الإرهابى. وقال رئيس اللجنة الإسلامية رياج تاتارى إن” المناهج الجديدة التى ستدرس للطلاب بإسبانيا سيكون لها دور وقائى وسيقلل من مخاطر اكتساب المفاهيم الخاطئة فى الإسلام فى وقت مبكر، كما أنه سيفتح باب لتطبيع حياة المسلمين، وتجنب أى نوع من التطرف والارتباك”. محاربة العنف ضد المرأة وأشارت اللجنة الإسلامية إلى أن بالإضافة إلى رفض الإرهاب، سيتناول محتوى الكتب الجديد تعاليم أخرى مثل التربية المدنية والدستورية وتكافؤ الفرص وعدم التمييز والمساواة الفعلية بين الرجل والمرأة، ومنع العنف، والحل السلمى للصراعات واحترام حقوق الإنسان. وأكد تاتارى أن “فى المدرسة الثانوية، هناك كتاب يحتوى على الكثير من الإجابات على أسئلة الشباب فى التاريخ الإسلامى”. وأضاف أن فى جميع الأحوال فإن الهدف الأهم هو تعليم الشباب رفض الأصولية، وقال “دعونا الشباب والشابات القلق وتظهر رفضهم للأصولية المتعصبة المتطرفة المستمدة من العودة وتحويل العاطفى. الحوار بين الأديان وأكد تاتارى أن “المناهج الجديدة تؤكد وعى الطلاب المسلمين للكاثوليكية واليهودية، مشيرا إلى أن فى تلك المناهج الجديدة يتم تخصيص جزء لدراسة الباباوات من القرن العشرين، وهذا ليفهم الطالب المسلم معنى الحوار بين الأديان.
كما أن اللجنة الإسلامية بدأت جولة من اللقاءات مع ممثلي قطاع التربية والتعليم بمختلف محافظات التراب الإسباني، وعددها 17، للتأكيد على ضرورة تدريس مادة التربية الإسلامية خلال مراحل الابتدائي والإعدادي والثانوي، بدءا من الموسم الدراسي المقبل، كما التمست إلزامية التعاقد مع أساتذة مختصين في تدريس العلوم الدينية، حتى يتمكن تلامذة الجاليات المسلمة من التعرف على هويتهم.
وطالب رئيس اللجنة الإسلامية في إسبانيا، رياج تاتاري، نائبة وزير التعليم والشباب والرياضة، كارمين غونثاليث، بمد يدها للانخراط في هذا المشروع الهادف إلى تعميم تدريس المادة بجميع التراب الإسباني وخلال المراحل التعليمية الثلاث، واصفا اللقاء بـ”المثمر”، إذ إن الأخيرة وعدت، باتفاق مع ممثلي قطاع التعليم بالجهة، بالشروع في جمع المعلومات بشأن التلاميذ المسلمين المهتمين بتلقي حصص التربية الدينية.
وأضاف تاتاري، رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية بالمملكة الأيبيرية (UCIDE)، أن “اللقاء الذي جمعه بـCarmen يبعث الأمل والتفاؤل، إذ تم التطرق خلاله إلى موضوع إعداد مناهج ومقررات دراسية بشأن هذا الموضوع المثير للجدل، لاسيما أن مسؤولي القطاع بمدريد أبدوا رغبتهم في دعم هذه المبادرة”، وتابع: “العديد من المؤسسات التعليمية لا تقدم استمارات للآباء أثناء تسجيل أبنائهم بغية تمكينهم من اختيار المادة من عدمه”.
وشدد المتحدث، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء “أوروبا بريس”، على “ضرورة تطبيع حياة أفراد الجاليات المسلمة المقيمة بإسبانيا في هذا المجال، كونهم مواطنين شأنهم شأن باقي المكونات المشكلة للمجتمع الأيبيري، حتى لا يشعرون بالإقصاء المزدوج، كون الحكومة الإسبانية تعاقدت مع أساتذة مختصين في تدريس الديانات الأخرى، في وقت عمدت إلى حرمان تلاميذ الأصول المسلمة من التمتع بهذا الحق”.
ووجه رئيس “UCIDE” رسائل إلى باقي ممثلي قطاع التربية والتعليم بجميع الجهات المشكلة للتراب الإسباني، يطالب فيها بعقد لقاءات معهم بغية مناقشة الموضوع، كما عبر عن يقينه بأن “تلقين مادة التربية الإسلامية خلال المراحل التعليمية الثلاث سيتحول إلى حقيقة، رغم أن تنفيذ هذا المخطط سيتم بشكل تدريجي؛ وذلك في إطار تعزيز التعايش ومبدأ المساواة بين جميع الأفراد دون أي إقصاء على أساس المعتقدات الدينية”.
20 ألف تلميذ محرومون
يتواجد حاليا بإسبانيا 281.725 تلميذا مسلما، من بينهم 200.000 لا يتلقون دروس التربية الإسلامية في أي من المراحل التعليمية، كما أن عدد الأساتذة الذين تم التعاقد معهم لإعطاء الدروس لا يتجاوز عددهم 48 منذ مدة تزيد عن سبع سنوات، وموجهون فقط لمرحلة الابتدائي، و19 منهم يشتغلون بإقليم الأندلس، و23 بثغري سبتة ومليلية المحتلين، و3 بمدينة أراغون، واثنين بمحافظة “باييس باسكو”، وأستاذ واحد بجزر الكناري.
ووفق معطيات تقدم بها رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية بالمملكة الأيبيرية، هناك غياب تام لأساتذة تدريس مادة التربية الإسلامية بمرحلة الثانوي، في وقت أكدت وزارة التربية والثقافة والرياضة الإسبانية أن “تركيزها منصب، في الوقت الراهن، على تنفيذ هذا المخطط، انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل بمدينتي سبتة ومليلية”، في إشارة إلى الحضور اللافت للجاليات المسلمة بالثغرين السليبين، خاصة منها المغربية.
اتفاقية 1992
بنود الاتفاقية الموقعة سنة 1992 بين الحكومة الإسبانية واللجنة الإسلامية في إسبانيا، تضمنت حق تلاميذ الجاليات المسلمة في تلقي دروس بخصوص الدين الإسلامي في جميع المراحل التعليمية الثلاث المذكورة، سواء داخل المؤسسات التعليمية التابعة للقطاع العام أو مدارس التعليم الخصوصي.
كما أن الميثاق الموقع بين الطرفين يلزم الجهات المسؤولة على القطاع بتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنفيذ المخطط؛ ويمنح أيضا حق الاختيار للتلميذ في دراسة المادة، عبر ملئ استمارة تحدد اختياره، على أساس أن يتم التواصل بين مختلف مدراء المؤسسات التعليمية في كل جهة على حدة بغية جمع أسماء التلاميذ الراغبين في تلقي دروس في مادة الإسلامية؛ فيما تتكلف اللجنة الإسلامية باقتراح أسماء مدرسين تكتمل فيهم الشروط الأكاديمية الضرورية لتلقين مضامين المناهج للمعنيين، سواء في مرحلة الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي.
Enter the text or HTML code here