لقي 11 شخصا مصرعهم وأصيب 36 آخرون، بتفجير سيارة مفخخة في منطقة بايزيد التاريخية بوسط اسطنبول، صباح الثلاثاء 7 يونيو/حزيران.
وأوضح محافظ اسطنبول، واصب شاهين، أن الهجوم استهدف حافلة كانت تقل عناصر من قوات الرد السريع، مضيفا أن 6 رجال أمن قتلوا بالإضافة إلى 5 مدنيين. فقد انفجرت سيارة كانت مركونة بالقرب من محطة حافلات لحظة مرور حافلة الشرطة. كما تسبب التفجير بإلحاق أضرار بعدة محال تجارية وعربات.
كما تضرر جامع شاه زاده التاريخي الذي وقع الهجوم بالقرب منه، بأضرار ناجمة عن قوة التفجير. وأظهرت صور تناقلتها وسائل إعلام تركية قطع زجاج مكسور على أرضية المسجد.
يذكر أن منطقة بايزيد تعد من المعالم الرئيسة في الجزء الأوروبي من إسطنبول، إذ تقع فيها، بالإضافة إلى جامع بايزيد، جامعة إسطنبول وبوابة البازار الكبير.
وأفادت وسائل إعلام تركية بسماع دوي أصوات إطلاق نار بعد وقوع التفجير الذي يعتقد أنه نفذ بالتحكم عن بعد.
وأقدمت الشرطة على إغلاق الشوارع المؤدية إلى المنطقة ونشر تعزيزات في المناطق المجاورة.
كما قررت إدارة عدد من كليات جامعة إسطنبول إغلاقها وتأجيل الامتحانات المقررة يوم الثلاثاء إلى مواعيد لاحقة.
ولم تتبن أي جهة حتى الآن مسؤولية التفجير الجديد في اسطنبول، لكن سبق للسلطات التركية أن حملت مسلحين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني مسؤولية سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت في اسطنبول وأنقرة خلال الأشهر القليلة الماضية. كما سبق لتنظيم “داعش” أن نفذ عددا من التفجيرات الدامية، في مناطق سياحية ومكتظة بالسكان في عدد من المدن التركية.
تجدر الإشارة إلى أن إسطنبول شهدت خلال الأشهر الماضية هجمات إرهابية عدة، على خلفية تصعيد المواجهة بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني. ووقع آخر هذه الهجمات ليل 16 مايو/أيار الماضي، فقد انفجرت حينها عبوة ناسفة تحت جسر في منطقة مالتيبي بالجزء الآسيوي في المدينة، ما أدى إلى إصابة 4 أشخاص.
اعتقال 4 أشخاص للاشتباه بتورطهم في تفجير اسطنبول
أكدت مصادر في الشرطة التركية أن رجال قسم مكافحة الإرهاب في مديرية أمن اسطنبول اعتقلوا 4 أشخاص للاشتباه بتورطهم في تفجير اسطنبول الذي حدث اليوم الثلاثاء .
وذكرت وسائل إعلام تركية أن المشتبه بهم الأربعة استأجروا السيارة التي انفجرت في منطقة بايزيد صباح الثلاثاء.
أردوغان يتعهد باجتثاث ظاهرة الإرهاب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن السلطات التركية تجري تحقيقا شاملا في العمل الإرهابي الأخير في اسطنبول، متعهدا بمواصلة محاربة الإرهاب حتى اجتثاث هذه الظاهرة.
وأضاف أردوغان الذي زار بعض الجرحى من مصابي تفجير منطقة بايزيد، قائلا: “لا عفو ولا تبرير لأولئك الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم. ونحن سنحارب الإرهاب بلا هوادة حتى اجتثاثه نهائيا”.
لاقى التفجير إدانات عربية وغربية واسعة
ففي بيان لها، أكدت وزارة الخارجية القطرية “وقوف دولة قطر مع الجمهورية التركية، وتأييدها الكامل لكل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها وصيانة استقرارها”.
وشدد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية، على موقف دولة قطر الثابت من “رفض العنف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومسبباته”.
وأعربت قطر عن “خالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللحكومة والشعب التركي، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين”.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن والي إسطنبول واصب شاهين، استشهاد 11 شخصًا بينهم سبعة من عناصر الشرطة، وإصابة 36 آخرين، جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة، استهدف عربات تقل عناصر شرطة، أثناء مرورها في حي “وزنجيلر” بإسطنبول.
مصر من جهتها، أدانت التفجير، وأكدت في بيان صادر عن خارجيتها وقوفها إلى “جانب الشعب التركي في هذه اللحظة الحرجة”.
وأعربت الخارجية في بيانها الذي اطلعت الأناضول على نسخة منه، عن “تعازي جمهورية مصر العربية لأسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين”.
وأعربت تونس عن استنكارها وإدانتها المطلقة للحادث.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان اليوم، إن “تونس تدعو المجموعة الدولية إلى تكثيف التعاون الإقليمي والدولي من أجل مجابهة خطر الإرهاب ومعالجة أسبابه”.
وأضاف البيان، أنّ “تونس تتقدّم في هذا الظرف الأليم، بأحر التعازي وبالغ عبارات المواساة للحكومة والشعب التركي الشقيق ولأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين”.
وفي برلين، قالت وزارة الخارجية الألمانية “ندين هذا الهجوم الوحشي الذي شهدته اسطنبول”.
وأضافت الخارجية وفقاً لما نقلته إذاعة بايرن الرسمية: “نشارك تركيا الحزن لسقوط ضحايا في الحادث، وقلوبنا مع عائلات الضحايا”.
الكويت أدانت التفجير في برقية بعث بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للرئيس التركي رجب طيب أوردغان، اليوم، عبر فيها بحسب وكالة الأنباء الكويتية، عن استنكار بلاده وإدانتها الشديدة “لهذا العمل الإجرامي الآثم الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين الذي يتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم الإنسانية”.
وشدد أمير الكويت على “تأييد بلاده لكافة الإجراءات التي تتخذها جمهورية تركيا الصديقة لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية الهادفة إلى زعزعة أمنها واستقرارها”، مجددًا “موقف الكويت الثابت في رفض الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ووقوفها مع المجتمع الدولي لمحاربته”.
كذلك، أدانت فلسطين التفجير ووصفته بـ”الجبان”.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها تلقت الأناضول نسخة منه: “ندين الإرهاب بكافة أشكاله، ونتقدم إلى الجمهورية التركية بأحر التعازي والمواساة على سقوط الضحايا”.
وأكدت “وقوف فلسطين الدائم إلى جانب الجمهورية التركية الصديقة، قيادةً وحكومةً وشعباً في مواجهة الإرهاب ومن يقف خلفه، وعلى ثقتها بقدرة تركيا على التصدي لهذا الإرهاب والانتصار عليه”.
وفي هذا الصدد، طالبت الخارجية بـ”تشكيل أوسع جبهة دولية لاجتثاث آفة الإرهاب أينما وجد”.
وأدانت المملكة المغربية بأشد العبارات حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف اليوم الثلاثاء منطقة سياحية وسط مدينة إسطنبول، وأودى بحياة عدد من السياح الأجانب ومواطنين أتراك أبرياء وخلف إصابة عشرات آخرين بجروح.
وأضاف البلاغ أن المملكة تقدم خالص تعازيها وأصدق مواساتها لأسر الضحايا المكلومة ومتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وفي تعقيب له على التفجير، قال إن “هذا العمل العنيف يحتم علينا أن نزيد من تصميمنا المشترك على مكافحة جميع أشكال الإرهاب”.
وفي معرض ردود الفعل الدولية، أعربت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان لها، عن إدانتها الشديدة للهجوم “الإرهابي” في إسطنبول.
الحكومة الإسبانية أكدت هي الأخرى في بيان لها على “التضامن مع المؤسسات الرسمية والشعب التركيين في مكافحة همجية الإرهاب”.
وفي بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني، عبّرت الخارجية اليونانية عن تضامنها الكامل مع الشعب التركي “الصديق”.
إيرانياً، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية حسين جابري أنصاري، في بيان له الهجوم “الإرهابي”، معرباً عن تعازيه لتركيا حكومة وشعباً ولأسر الضحايا.
وأكد أنصاري “ضرورة مكافحة الإرهاب بشكل جدي وجماعي على مستوى العالم”.
الاتحاد الأوروبي أعرب هو الآخر عن تضامنه مع تركيا، حيث قال بيان صادر عن المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد فيدريكا موغريني، إن الأول يعرب “يجدد دعمه المتواصل لتركيا وحكومتها وشعبها”، كما يؤكد تعهده بـ”العمل سوياً بشكل وثيق في مكافحة خطر الإرهاب العالمي”.
أوروبياً أيضاً، أدان مجلس أوروبا، الهجوم الإرهابي، وقال أمينه العام ثوربيورن ياجلاند، في بيان له اطلعت الأناضول عليه: “مرة أخرى يقع هجوم إرهابي قاتل في اسطنبول أكبر المدن التركية ويقتل ويجرح فيه العديد من الأشخاص”.
وتابع: “هذه الأخبار محطمة ومدمرة لأنها تستهدف قيمنا جميعاً”.
وأعرب ياجلاند عن تعاطفه العميق وتعازيه لأسر الضحايا وتركيا حكومة وشعباً.
وأدان رئيس الجمعية البرلمانية بمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي الهجوم.
وقال إلكا كانيرفا، في بيان اطعلت الأناضول على نسخة منه “بقلب مثقل أعبر بأشد عبارات الإدانة عن بلدي فنلندا للهجوم الإرهابي الذي وقع بإسطنبول اليوم”.
وأضاف، “لا يوجد أي مبرر لهذا النوع من العنف العشوائي، الذي أصبح شائعًا، وآمل أن يتم التوصل إلى مرتكبي هذا الفعل وتقديمه للعدالة”.
وأكد “وقوف الجمعية البرلمانية للمنظمة التي تتخذ من فيينا مقراً لها، جنبًا إلى جنب مع أصدقائنا في تركيا في تعاملها مع هذه الجريمة المروعة”.
من جانبها أدانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الهجوم، مؤكدة وقوف بلادها إلى جانب تركيا في مكافحة الإرهاب.
وأعربت ميركل في مؤتمر صحفي، مع الرئيس الأذري بالعاصمة برلين، اليوم، عن دهشتها وأسفها عند سماعها خبر الهجوم.
كما أدانت كل من بريطانيا، وكوسوفو، ومقدونيا، وباكستان، وأوكرانيا، وليتوانيا، الهجوم الإرهابي.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، على حسابه في موقع تويتر، عن تضامنه مع ضحايا الهجوم، مضيفًا أن “المملكة المتحدة تدين هذا العمل المروع”.
بدروه قال رئيس كوسوفو، هاشم تاجي، في بيان له إنه صدم عند سماع التفجير الإرهابي، مقدمًا تعازيه لأسر الضحايا.
من ناحيته أدان وزير الدولة المقدوني، فرقان تشاكو، الهجوم الإرهابي في إسطنبول، متنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
كما أدات الخارجية الباكستانية، بشدة الهجوم الذي استهدف عربة الشرطة في إسطنبول، معربةً عن تضامنها مع الشعب التركي “الشقيق”، وثقتها في تغلب تركيا على الإرهاب.
وأدان الرئيس الأوكراني، بترو بوريشينكو، الهجوم قائلاً “أدين بشدة الهجوم الإرهابي في إسطنبول، ولا يوجد مبرر للإرهاب”.
كما نشرت رئيسة ليتوانيا، داليا غريباوسكايتي، رسالة تعزية بالهجوم الإرهابي، أدانت فيها الهجوم وأعربت عن تضامن بلادها مع تركيا.
المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بدورها، أدانت التفجير، معتبرة أنه “جزء من مخطط الفوضى الهدامة”.
وقالت الإيسيسكو في بيان لها اليوم تلقت الأناضول نسخة منه إن “استهداف تركيا ودول عربية تدعم حقوق الشعب السوري في مواجهة النظام الطائفي المدعوم من قبل دول وميليشيات طائفية ومساندة روسية، بالأعمال الإرهابية، هو جزء من مخطط الفوضى الهدامة التي يراد منها ضرب استقرار دول العالم الإسلامي وإشغالها عن مواصلة مشروعاتها التنموية، وإفساح المجال للقوى الطائفية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها التوسعية التخريبية في المنطقة”.
و”الايسيسكو” هي منظمة متخصصة تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، تعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال في البلدان الإسلامية.
تفجير اسطنبول لاقى أيضاً إدانة من قبل الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي أكد وقوفه إلى جانب تركيا في “التصدي لأعمال الإرهاب التي تستهدف الأمن والاستقرار”.
وفي بيان صادر عنه تلقت الأناضول نسخة منه، قال الائتلاف “الشعب السوري هو أكثر من يشاطر ضحايا الإرهاب مشاعرهم، وهو أكثر من يدرك مقدار البشاعة الذي تحمله مثل هذه الجرائم، خاصة وقد تعرض طوال سنوات ولا يزال يتعرض بشكل يومي، لإرهاب نظام الأسد، والجماعات الإرهابية المرتبطة به”.
Enter the text or HTML code here