مرضى “بويا عمر” دون أدوية و أسعارها تصل إلى 350 درهما لكل علبة والمريض يستهلك اثنتين في الشهر
أفادت مصادر من جمعية كرامة للمرضى عقليا ونفسيا أن مخزون الأدوية المخصصة للمرضى عقليا ونفسيا، المرحلين من بويا عمر في إطار مبادرة «كرامة»، نفد في أغلب المستشفيات التي نقلوا إليها، خاصة باهظة الثمن منها.
من جهتها قالت إشراق بنعلة، نائبة رئيس الجمعية نفسها، في اتصال هاتفي أجرته معها «الصباح»، إن الحالة الصحية لأغلب المرضى تدهورت، نتيجة الانقطاع عن تناول الأدوية، إذ تعجز أسر أغلبهم عن اقتنائها نتيجة ارتفاع أسعارها، إذ يصل ثمن العلبة الواحدة إلى 350 درهما، والتي يستهلكها المريض في ظرف خمسة عشر يوما، ما يعني أنه يحتاج إلى علبتين في الشهر، «ما لا تتحمله ميزانية الأسر الفقيرة على وجه الخصوص» تقول المسؤولة الجمعوية.
وحسب بنعلة فإن إدارات المستشفيات المعنية، خاصة مستشفى السعادة بمراكش والقنيطرة وسيدي قاسم والمحمدية ومدن أخرى، تسلم المرضى أدوية غير فعالة لا يتجاوز ثمنها في الصيدليات العمومية 15 درهما للعلبة، غير أنها ليست بأهمية الأدوية التي يحتاجها المرضى. ولاحظت الأسر، حسب ما توصلت به جمعية المرضى عقليا ونفسيا، تقول المسؤولة الجمعوية، أن الحالة الصحية لأبنائها تدهورت بشكل خطير، ما انعكس سلبا على أجواء عمل الممرضين، الذين أصبح بعضهم عنيفا مع المرضى نتيجة الضغط الكبير عليهم.
وأوضحت إشراق بنعلة أن العائلات تدخلت لإصلاح عطب في قنوات الماء الصالح للشرب بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالقنيطرة من مالها الخاص، بعد انقطاع للماء دام أسبوعا كاملا، عانى خلاله المرضى العطش والأوساخ، قبل أن تتجدد الانقطاعات قبل بضعة أيام، لتضطر الأسر إلى اقتناء قناني الماء المعدني من سعات كبيرة، غير أن المرضى لا يتوصلون بها كاملة. وحسب الفاعلة الجمعوية فإن الموظفين يستولون على هذا الماء، نتيجة حاجتهم أيضا إليه، مضيفة أن الأمر يهدد المرضى بانتشار الأمراض الجلدية نتيجة ندرة ماء الشرب والنظافة.
وحملت إدارات بعض المستشفيات التي تعيش خصاصا في الأدوية، المسؤولية لوزارة الصحة، التي تعهدت إبان مبادرة «كرامة» بالتكفل بجميع حاجيات مرضى بويا عمر من الأدوية، «استفسرنا المديرين فأكدوا لنا أن الأمر خارج عن إرادتهم وان الوزارة لم تمدهم بالأدوية رغم أنهم راسلوها وأشعروا مسؤوليها بانتهاء المخزون الذي وضعته رهن إشارتهم».
الصباح
Enter the text or HTML code here