جهاتحوادثغير مصنفمجتمع

فاجعة قارب الموت المحمدية

مشاهد الموت ومشاهد الاجساد تعود من جديد لتأثت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي والعناوين الرئيسية لوسائل الإعلام. أجساد وهي تتقادفها أمواج المحيط الاطلسي مثل أخشاب قارب تحطم في عمق المحيط …شباب جلهم من إقليم قلعة السراغنة ذنبهم انهم ركبوا قوارب الموت من أجل غد افضل ينسيهم مرارة العيش والقهر وظلم الزمن والصمت الرهيب الذي يطوق البادية في غياب تنمية حقيقية وفي غياب فرص الشغل وعدم تكافؤ الفرص بين مواطني هذا البلد الذي يسكننا ونحبه حبا جنونيا .هوة كبيرة بين الاغنياء والفقراء كالتي توجد بين القطب الشمالي والجنوبي في وطن يؤمن “بالانسان النوعي” يتم تكبيره او تصغيره حسب هوى وسائل الاعلام .الاغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا وتدمرا من وضع يتمنون أن يزول .
لماذا غرر بهؤلاء الشباب من قبل شبكات منظمة لا تؤمن إلا بالمال تغرق في الإجرام وفي إفتراس الأجساد وفي المتاجر ببؤس الضحايا قاسمهم المشترك. الفقر والحاجة وانقطاعهم عن الدراسة …

يجب فتح تحقيق من قبل الدرك الملكي والبحرية الملكية للوصول الى افراد هذه الشبكة التي تنشط ربما في المنطقة الواقعة مابين الدارالبيضاء والمحمدية إذ تتخدها نقطة للانطلاق نحو المجهول …

وكيف استطاعت مافيا الاتجار بالبشر أن تتلاعب بعقول المرشحين للهجرة السرية واقناعهم بالوهم الاسباني رغم بعد المسافة عن السواحل الاسبانية …

فهل هو تكتيك جديد تنهجه هذه العصابات، من اجل مراوغة حرس السواحل بعد أن أحكم المغرب قبضته على الضفة الجنوبية للمتوسط وعلى سواحل الاقاليم الجنوبية للمملكة ما دفع بهذه الشبكات الى تجميد انشطتها ولو مؤقتا بعد التنسيق الامني ابين الرباط ومدريد ….

يجب أن نعود الى جدور هذا الارتماء الاعمى لهؤلاء الشباب بين أحضان مافيا التهجير ونفتح نقاشا موسعا يؤطره السياسي والسوسيولوجي والاعلامي والمفكر والفاعل الاقتصادي للوقوف عند ميكانيزمات اشتغال مجتمعنا والوقوف عند الاختلالات التي تعتري المسار التنموي الذي لم يستجب بعد لمتطلبات سوق الشغل رغم جهود الدولة في هذا المجال التي لا ننكرها ، إلا ان الاختلالات لازالت قائمة في المناطق النائية والقروية التي لم تستفد بعد من مخططات تنموية حقيقية تمنح المواطن فرص تبادل المعلومات والانعتاق من قبضة البطالة القاتلة والروتين اليومي…
انقدوا شبابنا من براثن العصابات …
انقدوا شبابنا من براثن الفقر …..
انقدوا شبابنا من ظلم الوعود الكاذبة التي توزع يمينا ويسارا كلما حل الاستحقاق الإنتخابي تصبح السماء تمطر ذهبا وتصبح معها مدننا وقرانا تعيش على ايقاع الاستعراض الانتخابي الباذخ الذي تفوح منه رائحة الولائم والهديا النقدية للبابا نويل في نسخته المغربية

حسن لوحمادي

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى