بقلم: عبدالله حافيظي السباعي
بعد نجاح المملكة المغربية في فتح معبر الكركرات بطريقة سلمية نالت اعجاب العالم باسره باستثناء الجارة الجزائر …وبعد احتفال الشعب المغربي بكل اطيافه بهذا النجاح المستحق وشد الرحال لزيارة معبر الكركرات الذي اصبح مزارا ومعلمة نقشت في ذاكرة الشعب المغربي باكمله … بعد هذا الفرحة العارمة ينزل خبر اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بكامل التراب المغربي من طنجة الى الكويرة وهي اول مرة في التاريخ يصدر فيها رئيس امريكي قرارا رئاسيا يعترف بموجبه بارض بانها مغربية لا احد يحق له مستقبلا المجادلة فيها … إن اعتراف امريكا بمغربية الصحراء بقرار رئاسي له قوة المقضي به هو مكسب مهم للدولة المغربية وللقضية الوطنية وضربة قاضية لاعداء وحدتنا الترابية وخاصة الجارة الجزائر …الولايات المتحدة الأمريكية اكبر قوة عالمية وعضو دائم بمجلس الامن له حق الفيتو … ففي المستقبل لا يحق لاي احد ان يطلب إدانة المغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية وان أي قرار معادي للمغرب سيكون له الفيتو الامريكي بالمرصاد … حتى في لجنة تصفية الاستعمار سيكون الموقف الأمريكي حازما لانه لايمكن أن تعترف امريكا بوحدة الاراضي المغربية وتسمح بمناقشة تصفية الاستعمار في منطقة اعترفت بانها ارض مغربية صرفة …. إن اعتراف امريكا بمغربية الصحراء سيفرض على المجتمع الدولي التعامل مع القضية بشكل مخالف وسيدفع حتى بأعداء وحدتنا الترابية الى تغيير مواقفهم …
الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف بالاعتراف بوحدة التراب المغربي بل عززته بموقف ثابث له دلالة كبيرة وهو قرارها بفتح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة … وفتح قنصلية عامة يعني رفع العلم الامريكي خفاقا في سماء الصحراء المغربية وما يتراب عن ذلك من دعم مادي ومعنوي للمنطقة وخاصة تشجيع الاستثمارات الاقتصادية مستقبلا …كما أن فتح قنصلية لدولة عظمى هي امريكا سيشجع الدول الكبرى الاخرى لحدو حدوها في المستقبل كما فعلت الدولة العربية والافريقية حيث بلغ عدد القنصليات التي فتحت بمدينتي العيون والداخلة ازيد من عشرين الى حد الساعة وعدد كبير في الطريق مستقبلا ….
لقد نجح المغرب في تأمين فتح معبر الكركرات بطريقة سلمية كما نجح في كسب موقف تاريخي تابث لاكبر قوة عظمى هي الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت اعترافا كاملا لا رجعة فيه بان الصحراء مغربية فبالاضفة الى القرار الرئاسي الذي وقعه الرئيس الامريكي وعبر عنه قولا وفعلا قام السفير الامريكي المعتمد بالرباط في ندوة صحفية حضرتها الصحافة الدولية والوطنية بالتوقيع على الخريطة المغربية كاملة هذه الخريطة التي سيهديها لملك المغرب في المستقبل القريب ….
يحاول البعض ان يفسد علينا فرحتنا بالاشارة على اننا ارجعنا علاقتنا مع إسرائيل هذه العلاقة التي لا يمكن ان تدفع المغرب ملكا وشعبا على التفريط في دعهمنا الغير المشروط في الدفاع عن الشعب الفلسطيني للحصول على كامل حقوقه المشروعة في اقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف ….اما ربط علاقات اقتصادية مع إسرائيل فهو شأن مغربي محظ لا يمكن مناقشته من طرف الاخرين فلكل دولة الحق في ربط علاقتها مع الدول الاخرى بما يخدم مصالحها … فكما لم نتدخل نحن في علاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل او علاقة تركيا مع إسرائيل التي تطبق مبدأ حلال عليها حرام علينا ….
إن علاقات المغرب مع إسرائيل هي علاقة تضرب في جدور التاريخ فجميع انحاء المغرب بها مزارات لإسرائيليين وجل المدن المغربية بها حارات لإسرائيليين ( ملاح) المعروفة الى حد الساعة … وعلى الجميع ان يعرف ان ازيد من مليون نسمة يعيشون في إسرائيل يحملون الجنسية المغربية ولهم ارتباط وتيق بالمملكة المغربية وان المغفور له الملك الحسن الثاني كان حريصا على ان يحافظ هؤلاء اليهود بجنسيتهم الاصلية المغربية …
الحكومة الإسرائيلية الحالية بها ازيد من عشرة وزراء من اصل مغربي … كما أن اليهود المغاربة باسرائيل يفضلون قضاء عطلهم السنوية بالمغرب الذي يذكرهم بارضهم وارض اجدادهم وهذا ما دفع الخطوط الدولية للطيران لبرمجة ازيد من عشرين رحلة في الأسبوع من إسرائيل الى المغرب كل ذلك من اجل تلبية رغبات اليهود المغاربة وتسهيل زيارتهم لبلدهم الاصلي المغرب …. وهذه الرحلات سيكون لها وقع كبير نحن في حاجة اليها لازدهار سياحتنا في هذه الظروف المصيبة التي تسببت فيها جائحة كورونا وقاتا الله من شرها وعواقبها الوخيمة ….
إن المبادلات التجارية بين المغرب واسرائيل لا تعني ان المغرب سيفرط في الحقوق المشروعة للشعب المغربي بل سيكون سببا لدفع إسرائيل نفسها الى منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في اقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف …. عندما كانت الجزائر محتلة من الاستعمار الفرنسي ساعدنا الشعب الجزائري في معركة التحرير مع المحافظة على علاقاتنا الديبلوماسية والاقتصادية مع فرنسا … القرآن الكريم دستورنا السموي لا يحرم التعامل التجاري مع اليهود وسيد الاولين والآخرين خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام تعامل مع اليهود ومات ورمحه مرهون عند يهودي ….
إن ما نستطيع ان نحققه مع إسرائيل في حالة السلم اكثر مما نستطيع ان محققه معها في حالة الحرب لان ميزان القوى فيما بيننا غير متكافيء لا حسى ولا معنى …وقديما قيل يوخد بالحيلة ما لا يؤخد بالقوة ….
فاذا كان مكسب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء فإن إعادة ربط علاقتنا باسرائيل سيكون حافزا لدعم الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه كاملة بما في ذلك اقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف ….
Enter the text or HTML code here