يسعى المغرب إلى الاستفادة من التجربة الهندية في صناعة العتاد العسكري، وذلك في إطار استراتيجية تنويع الشركاء ومصادر الترسانة الحربية، وفي هذا الصدد أفادت مجلة “ديفينسا” الاسبانية المتخصصة في الشأن العسكري بأن المغرب يريد الاستفادة من التجربة الهندية في تصنيع الآليات العسكرية على الصعيد المحلي، وذلك في إطار استراتيجية القوات المسلحة الملكية لتأهيل ترسانتها الحربية في العقد المقبل.
ولفتت المجلة الإيبيرية إلى وجود مفاوضات متقدمة مع مجموعة من الشركات الهندية لصناعة مركبات مصفحة للقوات المسلحة الملكية، مؤكدة أن المغرب يطمح لتصنيع تلك المركبات في البلاد مع إمكانية التصدير إلى الخارج.
وأوضح المنشور عينه، في هذا الإطار، أن المملكة المغربية تسعى إلى أن تكون منصة تصدير إلى الدول الإفريقية، نظرا إلى الاتفاقيات التي عقدتها مع مجموعة من الشركات العسكرية الدولية للشروع في تصنيع العديد من الآليات العسكرية.
وأبرزت المجلة الإسبانية أن القوات المسلحة الملكية تبتغي تنويع مصادر توريد أنظمة الأسلحة، مشيرة إلى اتجاه الرباط لزيادة التعاون الدفاعي مع نيودلهي في السنوات الأخيرة، حيث زودت شركة “Tata Advanced Systems” المغرب بدفعتين من شاحنات النقل العسكرية التكتيكية.
وأورد المصدر ذاته أن المفاوضات سالفة الذكر تأتي على هامش الزيارة الرفيعة التي قام بها محسن جزولي، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السيارات العمومية، إلى الهند لتدعيم التعاون البيني في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت مجلة “ديفينسا”، في هذا الجانب، أن المغرب والهند رفعا من مستوى التعاون العسكري من خلال توقيع اتفاقيات مشتركة عدة خلال السنوات الماضية، بما يشمل الأمن السيبراني وتكنولوجيات الفضاء وتجارة الأسلحة وصيانة المعدات العسكرية، الأمر الذي دفع قدما بالشراكة الاقتصادية الثنائية.
ويستعد المغرب لدخول عالم التصنيع العسكري في السنوات المقبلة، سعيا منه إلى تحقيق اكتفائه الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية، عوض الارتهان إلى الاستيراد الخارجي، وهو ما سيجعله قوة حربية صاعدة في المنطقة الإقليمية.
وتعول الرباط على كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من أجل تعزيز المنظومة العسكرية الداخلية، بناء على التعاون الثنائي الذي لم يعد مقتصرا على إبرام الصفقات الحربية، وإنما امتد إلى إحداث منشآت لتصنيع الأسلحة.
ووقعت الرباط وواشنطن على اتفاق عسكري ممتد لعشر سنوات (2020-2030) بغية تدعيم الشراكة الدفاعية الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما في ظل التعاون العسكري المثمر خلال العقود الماضية، بعدما تحول المغرب إلى زبون دائم لأمريكا في ما يتعلق بالتزود بالأسلحة.
Enter the text or HTML code here