ثقافةفن و ثقافة

التربية التكنولوجية السليمة للأطفال بمراحل ما قبل البلوغ والبلوغ والمراهقة

التعامل السليم مع الأطفال لإيصال مبادئ التربية التكنولوجية السليمة ضمن مراحل: ما قبل البلوغ والبلوغ والمراهقة، يعد من أهم الأمور التي يجب أن يعتني بها الأهل، لأن هذا السن بالأخص يكون حساسّاً بما يخص مخاطر تضررهم بسبب الجرائم الإلكترونية، وحمايتهم من أن يرتكبوا جنحاً ويتسببوا بجرائم إلكترونية للأطفال الآخرين، نظراً لتعرفهم على شبكة الإنترنت في سن مبكرة ويكون وعيهم منخفضاً، ويلزم على الأهل الاستعداد والتنمية الذاتية لأنفسهم لمواكبة ازدياد استخدام الأطفال للإنترنت للتعلم الإلكتروني ولممارسة الألعاب، وتكوين الصداقات واستخدام مواقع الشبكات الاجتماعية.
سنقدم عدة أسس للتربية التكنولوجية السلمية للأطفال وفق المراحل الثلاث (ما قبل البلوغ والبلوغ والمراهقة):

1- التربية التكنولوجية السليمة لمرحلة ما قبل البلوغ
تعد مرحلة الطفولة ما قبل البلوغ، مرحلة تحضيرية ينبني عليها السلامة النفسية، ومنها يتم البدء بالتربية التكنولوجية السليمة للأطفال، وتعّد مرحلة مهمة للنجاح بالتربية التكنولوجية لمرحتي البلوغ والمراهقة، وهي بعدة نقاط هامة:

  • تربية الطفل على خصوصية جسمه، وبخاصة المناطق الخاصة، وعدم كشفها للآخرين، حتى لو كانوا أصدقائه أو أقاربه، سواء كان على أرض الواقع أو عبر شبكة الإنترنت، ويتم ذلك بطريقة سلسلة دون الشرح بطريقة مفزعة أو مخيفة لهم، كون هذا الشرح سيطبع باذهانهم، وسيحتاجون للتأكيد على هذا الأمر أكثر من مرة خلال فترات نموهم، فلا ينفرهم حديث الأهل معهم.
  • عدم التعنيف على أية أخطاء يرتكبونها ضمن وسائل التكنولوجيا، لفتح الباب لديهم أن يستفسروا ويشتكوا من كل ما يتعرضوا لهم.
  • الاستعانة بالتربويين والمختصين بالتعامل مع الأطفال، والمطالعة عبر الإنترنت والكتب بما يخص الإجابة على استفسارات الأطفال في مرحلة ما قبل البلوغ عن الولادة والإنجاب، حيث سيبدؤون بالبحث عبر الإنترنت عن أجوبة شافية في مرحلة البلوغ والمراهقة في حال كان لديهم نقص بالمعرفة.

2- التربية التكنولوجية السليمة لمرحلة البلوغ
تبدأ فترة البلوغ للطفل مع بداية حدوث التغيرات الهرمونية والجسدية، وبدء النضج الجنسي وتبدأ عادة عند عمر 12 سنة، لكن بعض الأطفال يصلون للبلوغ مبكراً، فمن الأفضل البدء بتوعية الأطفال مبكراً ضمن مرحلة ما قبل البلوغ كما تم شرحه بالبند السابق، حيث يلزم تزويدهم بالمعرفة اللازمة لما ما قبل ذهابهم للروضة والمدرسة، إذا أردنا النجاح بشكل أكبر بمرحلة البلوغ والمراهقة.
ولتحقيق تربية تكنولوجية سليمة للأطفال بمرحلة البلوغ، هذه بعض النقاط الهامة التي يركز عليها الأهل:

  • يستعين الأهل بالكتب والملخصات التربوية عبر الإنترنت، والشروحات المصورة على يوتيوب لكيفية رفع توعية الأطفال بما يخص الثقافة الجنسية، فلكي يستطيعوا إيصال أفكار التربية التكنولوجية السليمة للأطفال؛ ينبغي تزويدهم بالمعرفة الصحيحة اللازمة لمنع ظهورهم بموقف الضعيف.
  • أحياناً يكون الأطفال لديهم معرفة مسبقة بالثقافة الجنسية، فاستعانة الأهل بأحد المختصين لصناعة وعي ذاتي، أو بالاستعانة بالكتب والمراجع، سيجعلهم مستعدين بطريقة مريحة لشرح الثقافة الجنسية تغني الأطفال من البحث عن إجابة شافية عبر وسائل التكنولوجيا دون ارشاد صحيح.
  • يفضل أن يكون لدى الأهل مرجعاً تربوياً يثقوا به ليتابعوا معه بشكل دوري لكيفية الإجابة على فضول أطفالهم قبل أن يسألوا.
  • شرح أهمية أن تكون العلاقة بين الأهل وأطفالهم علاقة صداقة وثقة متبادلة بحيث يلجأ الطفل للأهل بأية مساعدة او استشارة.
  • من الضار أن يقوم الأهل بالشرح والإجابة لأطفالهم بطريقة كاذبة أو هزلية تثير خجلهم، فكل معلومة تحجب عنهم يبحثون عنها بالمواقع الإلكترونية.
  • وينبغي أن تكون جلسات النقاش مع الطفل على انفراد، بعيداً عن أصدقائه، وألا يتعرض الطفل للإحراج بالحديث معه بطريقة غير مريحة.
  • مهمة الأهل لا تقتصر فقط على شرح مرحلة البلوغ لابنهم، بل والعمل على نسف المعلومات السابقة وإحلال المعلومات الصحيحة مكانها.

3- التربية التكنولوجية السليمة للطفل بمرحلة المراهقة:
على الأهل زيادة وعيهم ومعرفتهم بكيفية التعامل مع الطفل وخاصة حين دخوله لمرحلة المراهقة، وأن يقوموا برعايته وتوفير البيئة التي تحميه من الوقوع من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا، وبالاستعانة بجهود التربويين مثل ما لخصته أ. بدور الأغا، يمكننا توجيه الأهل لأسس التربية التكنولوجية السليمة للأطفال بمرحلة المراهقة:

  • على الأهل بدء التمييز أنّ أطفالهم قد دخلوا بمرحلة المراهقة، والوعي أنها المرحلة التي ينتقل الطفل من الطفولة إلى مرحلة الشباب؛ وغالباً تبدأ بين 11 – 13 عاماً وتنتهي بوصول المراهق للعمر 19 عاماً، ويلزم لهذه المرحلة أن يقوم الأهل بأن يكون الجهاز الإلكتروني الخاص بالمراهق منفصلاً عن بقية إخوة الأطفال.
  • يُعرف المراهقون عادة بتقلّب مزاجهم، ويتم البدء بتربية الطفل على استخدام التكنولوجيا بشكل متأني خلال فترة المراهقة تجنباً لردة الفعل المضادة.
  • يستطيع الأهل اعتماد أسس التربية السلمية للأطفال بفترة المراهقة بالتزامن مع رغبتهم بالشعور بالاستقلال والاعتماد على الذات، ويمكن ترسيخ المبادئ التربوية السليمة بتعزيز مبدأ الشعور بتحمل المسؤولية لديهم حتى لو كانوا مازالوا غير مؤهلين لها.
  • يفضل الطفل بمرحلة المراهقة أن يمضي وقته مع أصحابه بشكل أكبر، وينعكس ذلك أيضاً عبر وسائل التكنولوجيا، حيث سهلت الأدوات التكنولوجية تواجده مع أصحابه عبر الإنترنت، مما يعزله عن تمضية الوقت بشكل أكبر مع العائلة.
    من واجب الأهل أن يسعوا لمعرفة الأصدقاء الذين يقضي المراهق وقته معهم في الحياة الواقعية، فذلك واجب أيضاً بما يخص الأصدقاء عبر الإنترنت؛ وبالمتابعة المستمرة ينبغي على الأهل معرفة نوعية الأصدقاء الذين يراسلهم ويصادقهم.
  • يحتاج الطفل لمعرفة مجموعة من القيم والأخلاق التي تناسب دخوله مرحلة المراهقة، لتطبيقها في العالم الافتراضي، حيث يخالط نوعيات مختلفة من الناس، يحتاج أن يكون مدركاً لكيفية الحفاظ على شخصيته دون تأثر سلبي.
  • يتطلع الطفل مع بداية المراهقة للبحث عن قدوات له يستقي منهم شخصيته، فعلى الأهل أن يكونوا قدوة من حيث استخدام وسائل التكنولوجيا، بالبعد عن الإدمان وتخصيص أوقات معينة لوسائل التكنولوجيا، وأيضاُ من حيث السلوك مع الآخرين حيث يقلد الأطفال سلوك ذويهم على أرض الواقع وعبر شبكة الإنترنت.
  • يفترض بالأهل أن يقيموا علاقة صداقة مع أطفالهم بحيث يكونوا على دراية بالصداقات التي يكونها الطفال عبر الإنترنت وبخاصة مع فترة المراهقة.
  • يخصص الأهل أوقات يومية للنقاش بما يجري بحياة كل منهم، ويتيح ذلك للطفل مع بداية المراهقة أن يشعر بالراحة بالتحدث معهم بمشاعره وآرائه، لكن على الأهل أن لا يحكموا على ما يقوله أطفالهم، فذلك يشعرهم بالسلام حين يتحدثوا بما يجري معهم، وبخاصة عبر شبكة الإنترنت.

تورط أطفال ومراهقين في جرائم إلكترونية
تشير الإحصائيات أنّ أغلب مستخدمي شبكة الإنترنت هم من الأطفال والمراهقين بشكل خاص، وهم معرضون بشكل أكبر للتعرض للجرائم الإلكترونية، لكن دراسات عديدة وتصريحات من المختصين بالأمن و الأمان على الإنترنت، توضح أنّ المراهقين يكونوا أحياناً مرتكبين للجرائم الإلكترونية.
فكون المراهقين ضمن مرحلة وعي منخفض، وتعرضهم لبيئات تربوية غير جيدة، قد يجعلهم يرتكبون جنحاً، وينخرطوا بعالم الجريمة الإلكترونية.
وحسب دراسة أعدها المستشار القانوني في دولة الإمارات العربية أ. عبدالله الحمداني؛ يعد السبب الأبرز لتورط الأطفال والمراهقين بالجريمة الإلكترونية أنهم يرتادون شبكة الإنترنت من أجل الترفيه والتجربة، وذلك يحّمل الأهل مسؤولية أكبر لتوفير البيئة المناسبة لأطفالهم ليمارسوا الألعاب والهوايات بحرية تغنيهم عن التورط بالجريمة الإلكترونية.

توجيهات تقنية للأهل ليركزوا عليها لحماية أطفالهم من الجريمة الإلكترونية:

  • عند شراء جهاز إلكتروني لهم، يقوم أحد الوالدين بإنشاء بريد إلكتروني لطفلهم ويتم ربطه ببريده، لسهولة التحكم فيه وحمايته.
  • يتم تفعيل المصادقة الثنائية لتسجيل الدخول Two-Factor Authentication (2FA)، يتم توفير هذه الميزة من قبل معظم مزودي خدمة البريد الإلكتروني أثناء إنشاء البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.
  • تسمح المصادقة الثنائية بتسجيل الدخول إلى الحساب الإلكتروني باستخدام كلمة مرور بالإضافة إلى OTP المستلمة على هاتفك المحمول، هذه ميزة أمان تساعد الأهل في الحفاظ على أمان حسابات أطفالهم.
  • يعزز الأهل لدى الطفل ضرورة الحفاظ على هويته الرقمية المتمثلة بمعلومات ومحتوى جهازه الإلكتروني وأية معلومات خاصة به، ولا يسلمها لأصدقائه أو الغرباء عنه.
  • على الأهل استخدام كلمة مرور معقدة وتغييرها بشكل دوري لحسابات التواصل الاجتماعي ومواقع التعلم الإلكتروني الخاصة بالطفل كلمة مرور بسيطة مثل كلمة المرور 123 أو اسمك أو تاريخ ميلادك من السهل جدًا على مجرمي الإنترنت تخمينها، استخدم تركيبة أبجدية رقمية لتعيين كلمة مرور قوية وندعوكم للاطلاع على هذا المقال بخصوص اختيار كلمة مرور صعبة.
  • يعزز الأهل لدى الطفل ألا يشارك كلمة المرور الخاصة بحساباته الإلكترونية أي شخص. مشاركة كلمة المرور قد تعرض حساب بريدك الإلكتروني للخطر.
  •  يتم توعية الطفل ألا يفتح أي رابط إلكتروني يصله إلا بعد التأكد من محتواه، حتى لو كان من أحد أصدقائه.
  • إذا تم اختراق الحساب الإلكتروني للطفل أو تم سرقته، أو كان لا يستطيع الدخول له، يستعين الطفل بأهله.
  • المقال بالرابط التالي حول: الحصول على الحماية القصوى في فيس بوك facebook
  • المقال بالرابط التالي حول: إنشاء حساب آمن على جيميلGmail

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى