بعد الأحداث الأخيرة بالنيجر.. هل تتراجع الجزائر عن مشروع الغاز؟
اعتبر الملحق الاقتصادي لجريدة “إل اسبانيول”، أن الانقلاب في النيجر نقطة إيجابية في ملف مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري مع المغرب، على حساب المشروع الذي تروج له الجزائر، والذي يركز على النيجر التي تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي.
وفي المقابل، تداولت تقارير، أن مستثمرين صينيين انسحبوا من المشروع الجزائري، تاركين وعودهم بتأمين تمويله بنسبة 85 بالمائة في مهب الريح، وهو ما دفع السلطات إلى التدخل من أجل ضخ مزيد من الأموال في المشروع الذي كان يعتبر أحد أهداف ولاية الرئيس السابق بخاري.
وأضاف المصدر ذاته، أن “أنبوب الغاز النيجيري- الجزائري يواجه انتقادات بسبب تكلفته المرتفعة، التي بلغت أكثر من ملياري دولار أمريكي، على عكس مشاريع مماثلة والمسافة نفسها، بالإضافة إلى التعقيدات الأمنية التي تعرفها المنطقة الحدودية الفاصلة بين الدولتين، والتي تشهد نشاطا كبيرا للجماعات الإرهابية التي هددت المشروع في مرات عديدة”.
وحيال ذلك، قال محمد سالم بنعبد الفتاح، الخبير في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، أن اضطراب الأوضاع السياسية بالنيجر ستؤثر بشكل مباشر على مشروع انبوب الغاز النيجيري- الجزائري بحكم أن المشروع يمر عبر تراب النيجر وهو ما يواجه تحديات أمنية بالدرجة الأولى.
ويري الخبير في الشؤون السياسية، أن هذه التحديات لم تتوقف منذ عقود من الزمن ليس فقط في النيجر وحدها، بل في بلدان الساحل المجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو وتشاد، وحتى الجنوب الجزائري الذي يشهد تمردات ذات طابع عسكري، وخاصة في منطقة أزواد الجزائرية.
وأضاف بنعبد الفتاح في تصريح أدلى به ” لموقع الأنباء تيفي”، أن العامل الأمني يؤثر بشكل مباشر على جاذبية الاستثمار في هذا المشروع لكن العامل الأهم يكمن في غياب الإرادة السياسية لدى صانع القرار الجزائري بتنزيل هذا المشروع، فالجزائر منذ الوهلة الأولى لم تنخرط بشكل جدي في مشروع أنبوب الغاز النيجيري- الجزائري، وهو ما يفسر عدم تقدم هذا المشروع رغم توقيعه في مطلع العشرية الأولى من الألفية الحالية حيث لايزال حبيس النوايا وتصريحات المسؤولين فقط ولم يتم التقدم بأي شكل من الأشكال في مراحل الإنجاز على ارض الواقع.
وأشار المتحدث، إلى أن الجزائر تساهم في تقويض الوضع الأمني في بلدان الساحل وتتدخل عبر خلق ودعم الجماعات المسلحة كما تتدخل عبر دعم بعض المجموعات الانفصالية في تلك البلدان.
وزاد بنعبد الفتاح قائلا: “يعد وصول الغاز النيجيري للأسواق الأوروبية أحد الهواجس التي يخشاها صانع القرار الجزائري بحكم وصول الغاز النيجيري سينافس الامدادات الجزائرية وبالتالي هذا هو السبب الأبرز لعدم تقدم المشروع.” :
Enter the text or HTML code here