Políticaحوادثصحةصحة و جمال

“بق الفراش “يغزو العاصمة الفرنسية باريس

نشر فرنسيون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق انتشار البق في دور السينما ووسائل المواصلات مثل القطارات فائقة السرعة و المترو وفي منطقة الانتظار بمطار رواسي..

وأدى انتشار البق إلى بروز نقاش في فرنسا، بعد أن دعت بلدية باريس إلى التصدي لهذه الحشرات، قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها المدينة العام المقبل.

وتجتمع الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع لوضع “خطة عمل” لمكافحة “بقّ الفراش”، معربة عن قلقها لعودة هذا النوع من الطفيليات “بكثافة” .

وقد أعلنت عمودية باريس يوم الخميس الماضي، بأن بق الفراش مشكلة صحية جدية وأنه يجب التبيلغ به أينما وجد، وذلك قصد التدخل لمعالجته. كما تناقلت الصحف ووسائل الاتصال الاجتماعي صورا كثيرة لعمليات إتلاف الخشب، والأثاث المنزلي في عدد من الأحياء الباريسية.

وفي نفس الإطار دعا النائب الأول لعمدة باريس “إيمانويل غريغوار” إلى التعجيل إحداث خلية أزمة و تنظيم اجتماعات استنفارية والتقائية بين كل المصالح المعنية، قصد ترتيب من خطة استعجالية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة.
أما وزير النقل” كليمنت بيون” فقد كتب يوم الخميس الماضي على حسابه الخاص في الشبكة التواصلية X، بانه سيلتقي في خضم هذا الأسبوع، مشغلي النقل العام قصد إبلاغهم بالإجراءات الضرورية اللازم اتخاذها لمواجهة حشرات البق.
وقد تحدث خبراء عالميون عن خطورة هذه الحشرة التي لا تتنقل بمفردها، بل تستخدم كل الممتلكات البشرية بما فيها اللباس، وهو ما قد يضطر أمن وجمارك المطارات الى للاستعانة بالمصالح الصحية والمصالح المتخصصة في التطهير اثناء استقبال الطائرات والمسافرين القادمين من فرنسا.

وبالرغم من التعبئة الكبيرة و التحذيرات الكثيرة، فإن السلطات الفرنسية تتخوف من نكسة سياحية كبيرة بسبب غزو هذه الحشرات لأفرشة وأثاث الفنادق. ذلك ان هذه الحشرة قادرة على التوالد بسرعة خيالية، ووضع ما يفوق 700 بيضة سنويًا، إضافة الى قدرتها على العيش 12 شهرًا وهي في حالة صيام كامل، بفضل الرطوبة. كما أن حرارة الشمس لا تنال منها كثيرا، ما لم يتم استعمال المبيدات الحشرية بقوة.

وفي خضم هذه الأزمة الكبيرة التي تعيشها فرنسا، لم تسلم هذه الأخيرة من موجات السخرية عبر منصات التواصل الإجتماعي، خصوصا بعد عرضها لمساعدتها على المغرب خلال أزمة زلزال الحوز، وإصرارها على ذلك رغم رفضها من طرف السلطات المغربية، وهي التي لم تستطع مواجهة “بق الفراش” الذي غزى مدنها، وجعلها الآن تعيش أزمة قد تتحول إلى جائحة كبيرة تجعلها تلجأ لطلب مساعدة دول أخرى لتجاوزها.

وفي ظل كل هذا، يبقى التساؤل المطروح من طرف المغاربة والذين تفاعلوا مع موضوع انتشار هذه الحشرة بالمدن الفرنسية، هل تغلق السلطات المغربية الحدود في وجه الأثاث الفرنسي؟ كإجراء احترازي وللحيلولة دون نقل هذه الحشرة لبلادنا.

 و أثارت تصريحات الصحفي الفرنسي “باسكال برود” حول انتشار حشرة “بق الفراش” وربطها باللاجئين غير النظاميين بفرنسا، موجة استنكار كبيرة. وأعلن عدد من النواب رفع شكوى ضد الصحفي ووصفوا تلك التعليقات بـ”العنصرية”

وربط الصحفي الفرنسي خلال لقاء تلفزيوني، بين انتشار الحشرة ونظافة اللاجئين غير النظاميين بفرنسا، الأمر الذي جر عليه انتقادات واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقال برود في بداية الحلقة، “هل نعرف لماذا يوجد المزيد من البق اليوم؟ هل لها علاقة بالنظافة؟ سوف أطرح جميع الأسئلة. هناك كثير من الهجرة في الوقت الحالي. هل الأشخاص الذين لا يتمتعون بالظروف الصحية نفسها التي يتمتع بها الموجودون على الأراضي الفرنسية هم الذين يجلبونها؟ هل لأنهم في الشارع؟ هل لأنهم ربما ليس لديهم إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات مثل الآخرين؟ هل هذا مرتبط بذلك”؟

و أعلن عدد من النواب في فرنسا رفع شكوى ضد صحفي ربط بين انتشار “بق الفراش” في الأماكن العامة، والنظافة الشخصية للاجئين غير النظاميين بفرنسا، ووصفوا تلك التعليقات بـ “العنصرية”.

ووفق وسائل إعلام محلية، قرّر عدد من النواب رفع شكوى ضد الصحفي باسكال برود، لدى الهيئة التنظيمية للاتصالات السمعية والبصرية والرقمية، وذلك على خلفية “سؤاله العنصري” حول العلاقة المحتملة بين عودة ظهور بق الفراش بالهجرة غير النظامية.

وخلال برنامج على قناة “سي نيوز” المحلية، يوم الجمعة، ربط برود بين انتشار بق الفراش، وتزايد عدد المهاجرين غير النظاميين في فرنسا، مسوغا ذلك “بقلة نظافتهم الشخصية مقارنة بالمقيمين؛ بسبب التشرد وصعوبة الوصول للمرافق الصحية”.

وبق الفراش  هي عبارة عن حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 ملم، تمتص دم الإنسان، وتسبب له حكة شديدة يمكن أن تتفاقم إلى تهيج جلدي لدى بعض الأشخاص. كما تتغذى هذه الحشرة ذات القدرة العالية على التكاثر والانتشار على الدم فقط، ويجب أن تتناول “وجبات دم منتظمة” للبقاء على قيد الحياة ومن أجل مواصلة نموها.

والدم البشري ليس الهدف الوحيد لهذه الحشرات، بل تهاجم أيضا أنواعا مختلفة من الحيوانات، بما فيها الدواجن والطيور الأخرى، بينما تعتبر الوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA)، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ووزارة الزراعة الأميركية، بق الفراش “آفة صحية عامة”.

وكانت هذه الحشرات اختفت من الحياة اليومية في خمسينيات القرن العشرين، قبل أن تعاود الظهور خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة في عدد من الدول المتقدمة، بسبب وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقّل والنمط الاستهلاكي القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة إلى تسجيل مقاومة للمبيدات الحشرية لديها.

 ولجات إدارة ميناء طنجة المتوسط، اليوم الإثنين 02-10-2023، نظام اليقظة الصحية والبيئية، وذلك بعد رصد شبهة تواجد حشرات “البق” على متن باخرة للمسافرين وصلت إلى هذه المحطة البحرية قادمة إليها من ميناء مرسيليا الفرنسي.

وأفاد مصادر متطابقة بأن عملية المراقبة الصحية الاستباقية التي تباشرها سلطات الميناء أظهرت رصد حشرة “البق” على متن هذه الباخرة، وهو الأمر الذي استدعى تفعيل بروتوكول صحي صارم، يقتضي القيام بعملية تعقيم وتنظيف شامل ودقيق لجميع مكونات هذه الباخرة وحمولتها، قبل الشروع في عملية استقبال العربات والمسافرين القادمين على متنها.

وأضافت المصادر ذاتها أن هذا الإجراء يأتي في سياق المواكبة الدقيقة التي تفرضها المصالح المينائية من أجل تفادي استقدام هذه الحشرة الضارة وسريعة الانتشار، التي تعيش فرنسا حاليا على وقع تفش كبير لها في مجموعة من المدن الكبرى، خصوصا في المواصلات والأماكن العمومية.

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى