الصحراء : طبول الحرب
“رافائيل إسبارسا ماشين ” خبير في الشان المغاربي
بالنسبة لنا نحن الكناريين، ما يحدث في مخيمات تندوف مقلق للغاية. فمن ناحية، ينتفض السكان بوتيرة متزايدة ضد قادتهم لأسباب مختلفة، أبرزها انتهاكات حقوق الإنسان في المخيمات، وعدم وجود إجابات حول مستقبل اللاجئين مع مشاكلهم واحتياجاتهم دون حل.
ومن ناحية أخرى، فإن قادتها لا يقدمون حلولا قابلة للتطبيق فحسب، بل يرفعون أيضا الروح المعنوية للعودة إلى حالة الحرب التي تعيق التقدم الذي يحققه الاقتراح المغربي للحكم الذاتي الواسع في الرأي العام الدولي.
وقبل أيام قليلة، طلب أحد أبرز قادة البوليساريو، “البشير مصطفى السيد”، في تصريحات أمام العديد من السكان في إحدى المخيمات شرح نتائج اجتماع أمانة “البوليساريو “وتم بثه على” موقع يوتيوب”من اجل التحريض على تنفيذ الهجمات بأهم مدن الصحراء، خاصة السمارة والداخلة، لزرع الرعب في صفوف ساكني الإقليم.
حيث قال حرفياً “كل واحد يقنع ثلاثة اشخاص ليقومو بالهجوم، وإذ انهم بالقليل ومن الخارج حققوا الكثير و من بالداخل سيحققون الكثير”. وإذا احتاجوا إلى الوسائل اللوجيستية والأسلحة فسيوفرها لهم».
وتعرف جبهة البوليساريو جيدا أن الصبر غير قابلة للاستمرار داخل المخيمات وخارجها، ولهذا السبب تعود إلى الوضع الوحيد الذي يهمها، وهو الحفاظ على صراع مفتوح، وهو ما يعني الاستمرار في تلقي الدعم من أولئك الذين لا يعرفون الحقيقة و غير مدركين للوضع الحقيقي، أو الذين يظهرون بشكل واضح كراهية للموقف المغربي لأسباب مختلفة.
جبهة البوليساريو تعود إلى موقفها الأول المتمثل في الهجمات على الأشخاص، والتي أثرت على الإسبان، وخاصة الإسبان الكناريين، الذين لم يتلقوا لا اعتذارات و لا تعويضات عنها.
من جزر الكناري، لا ندرك تمامًا ما قد تعنيه الهجمات وعدم الاستقرار على الشواطئ المقابلة لاقتصادنا السياحي وتأخير التعاون بين جزر الكناري وجنوب المغرب، والذي قد يكون مفيدًا جدًا في المستقبل القريب.
هناك صدفة و أعتقد أن هناك تزامنا وتنسيقا بين تهديدات “البشير مصطفى السيد ” وتلك الصادرة من جزر الكناري من قبل بعض القطاعات لعرقلة العلاقات مع جارتنا المغربية ومثال على ذلك الموقف ضد الخط البحري طرفاية فويرتيفنتورا أو الخطوط الجوية القائمة.
وليس صحيحا أن استقلال الصحراء هو الأفضل لجزر الكناري، بل على العكس من ذلك، فإنه سيكون أسوأ السيناريوهات الممكنة، في حين أن الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية بمثابة فرصة مهمة مرة أخرى لجزر الكناري التي كانت لها في الماضي.
Enter the text or HTML code here