ماهي القدرات “الفعلية” لحزب الله؟

تنذر التطورات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله باندلاع حرب شاملة بين الطرفين مع تزايد احتمالات توجه إسرائيل نحو حرب برية.

وسلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية الضوء على الموقف في حال تقدم القوات الإسرائيلية برا بعدما أثبتت التطورات الأخيرة تفوقها الجوي والاستخباراتي وإلحاق الضرر بقيادة حزب الله.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل في حال التقدم برا ستقاتل “في أرض حزب الله حيث لن تكون الميزة التي تتمتع بها في التكنولوجيا والاستخبارات عاملا حاسما في المعركة… الحرب البرية بين الطرفين، إذا حدثت ستجعل القصة مختلفة”.

وخلال الأيام الماضية، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع متعددة في لبنان، مما وضع الجماعة المسلحة اللبنانية في موقف دفاعي وأظهر تفوق إسرائيل الهائل في جمع المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا.

وتصاعد خطر اندلاع حرب شاملة، الاثنين، بعد أن كثفت إسرائيل غاراتها الجوية في أنحاء لبنان بما في ذلك العاصمة بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 550 شخصا، وإصابة أكثر من 1600 آخرين، في أكثر يوم دموي في لبنان منذ بدء حرب غزة العام الماضي.

في شمال إسرائيل وجنوب لبنان، حيث تتصاعد أصوات الصواريخ وتشتعل السماء بوميض الانفجارات، تقف المنطقة على حافة الهاوية التي يحذر منها العالم القلق من حرب شاملة ومكلفة.

وطرحت الغارات المكثفة على جنوب لبنان تساؤلات عما ما إذا كانت تمهد لاعتماد إسرائيل سياسة “الأرض المحروقة” في إطار تحضيرات محتملة لشن عملية اجتياح بري على البلدات الحدودية اللبنانية.

هل تعتمد إسرائيل سياسة “الأرض المحروقة” قبل اجتياح جنوب لبنان؟
شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيداً خطيراً صباح اليوم الاثنين، حيث شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع متعددة في لبنان، في خطوة رفعت مستوى التوتر بينه وبين حزب الله إلى احتمالية نشوب حرب شاملة.

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن حزب الله احتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لمواجهة التقدم الإسرائيلي.

شن حزب الله اللبناني، الأحد22-09-2024، هجوما على مواقع مختلفة في إسرائيل ردا على مقتل القيادي بالجماعة فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في لبنان الشهر الماضي، ما يزيد من التساؤلات مجددا حول قدرات الجماعة المقربة من إيران فيما يتعلق بالصواريخ والمسيّرات وغيرها من الأسلحة.

وتنقل عن مصادر مطلعة على عمليات حزب الله إن التنظيم كان يستعد للحرب في الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى أنه وسع من شبكة الأنفاق في جنوب لبنان، وأعاد تمركز المقاتلين والأسلحة وشرع في تهريب الأسلحة.

وقال مسؤولون أميركيون وإقليميون إن إيران زادت من إمداده بالأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية، إلى جانب الصواريخ الموجهة وغير الموجهة بعيدة المدى.

وقال ضابط عسكري سابق في حزب الله: “الجنوب أشبه بخلية نحل الآن. كل ما يملكه الإيرانيون، نملكه نحن”، في إشارة إلى الاستعدادات العسكرية الأخيرة.

ويشير التقرير إلى أن حزب الله منذ حرب 2006 حصل على آلاف الصواريخ والطائرات من دون طيار الجديدة من إيران، واكتسب مسلحوه خبرة أكبر بعد القتال في سوريا.

وزادت قدرة حزب الله على تهريب الأسلحة من إيران بسبب نفوذه المتزايد في سوريا، بعد أن فتح طريقا بريا مباشرا من إيران إلى لبنان. وحاولت إسرائيل تعطيل خطوط الإمداد هذه بالضربات الجوية، لكن بعض عمليات التهريب كان يصعب اعتراضها.

ومنذ عام 2006، أضاف حزب الله أنظمة توجيه إلى صواريخه غير الموجهة، باستخدام “وحدات جي بي أس” صغيرة يمكن نقلها في حقيبة.

ونجحت طائرات حزب الله من دون طيار المطورة في ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية في الأشهر الأخيرة، واستهدف الحزب قاعدة “رامات دافيد” الجوية ومجمعا تابعا لشركة “رافائيل” للصناعات العسكرية، مستخدما في هجومه نوعا جديدا من الصواريخ يطلق عليها “فادي 1″ و”فادي 2”.

ولم تؤكد إسرائيل تلك الأهداف، لكنها قالت إن التنظيم شن هجمات أكثر عمقا من المعتاد في الأراضي الإسرائيلية.

بين إيران وحزب الله.. مأزق استثنائي وتساؤلات عن “موقف جديد”
المأزق الذي يعيشه “حزب الله” في جنوب لبنان على المستوى العسكري وعلى صعيد القاعدة الشعبية بفعل حملة الضربات الإسرائيلية أطلق خلال الساعات الماضية تساؤلات ارتبطت على وجه محدد بالموقف الذي تتخذه إيران إزاء ما يجري الآن وما ستتبعه لاحقا في حال تدحرجت كرة النار على نحو أكبر.

ويقول محللون عسكريون إن حزب الله، في حال اتساع الصراع، قد يستخدم تكتيكات مشابهة لتلك التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا بإطلاق وابل من الصواريخ وأسراب من الطائرات من دون طيار في محاولة لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد.

وقال أساف أوريون، العميد المتقاعد من الجيش الإسرائيلي: “لن تكون نزهة في الحديقة. إذا اندلعت حرب واسعة النطاق. فلن توجد طريقة لن نتعرض فيها للدماء”.

ورغم أنه غير المرجح أن يتمكن حزب الله من توجيه هزيمة حاسمة لإسرائيل في حرب تقليدية، تواجه إسرائيل مشكلة استراتيجية، وهي أن التنظيم لن يسعى إلى كسب معركة بالمعنى التقليدي، بل سيسعى إلى توريط القوات الإسرائيلية في حرب استنزاف، وهو ما يشبه صمود حماس أمام الهجوم الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 11شهرا.

وقال إلياس فرحات، وهو جنرال متقاعد في الجيش اللبناني: “إن إسرائيل قادرة على إحداث الدمار في لبنان، وهذا ليس محل نقاش. هناك فجوة في التوازن العسكري. ولكن حزب الله أثبت مهارتهه في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات في عام 2006. وهم مدربون تدريبا جيدا”.

وفي عام 2006، قدر المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله يمتلك حوالي 12ألف صاروخ وقذيفة.

وقال قاسم قصير، وهو محلل لبناني مطلع على حزب الله، إن مخزون التنظيم وصل إلى 150ألفا قبل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وهو رقم يتطابق على نطاق واسع مع التقديرات الإسرائيلية والغربية.

إبراهيم قبيسي.. إسرائيل تقتل “قيادي الصواريخ”
قالت وكالة رويترز نقلا عن مصدرين أمنيين إن القيادي بوحدة الصواريخ التابعة لحزب الله، إبراهيم قبيسي، قتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء.

ومن بين أسلحته الجديدة، الأكثر خطورة، صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيراني يسمى “ألماس”، يمنح مسلحو حزب الله دقة أكبر في ضرباته، مقارنة بما كان عليه في عام 2006.

وتشير الصحيفة إلى أنه في حرب 2006، استخدم حزب الله تكتيكات حرب العصابات، وألحق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية بعد نشره صواريخ مضادة للدبابات لاختراق الدروع والدبابات.

وخلال تلك الحرب، كان حزب الله يطلق نحو 150صاروخا يوميا على شمال إسرائيل.

ويتذكر جندي احتياطي إسرائيلي، قاتل لمدة أسبوعين في تلك الحرب، انتشار مسلحي حزب الله في فرق صغيرة، واختبائهم في القرى انتظارا لوصول القوات الإسرائيلية، بدلا من الانخراط في قتال مفتوح في مناطق يكونون فيها أكثر عرضة للضربات الجوية.

وفي تلك الحرب، كان مسلحو حزب الله يستهدفون الجنود الإسرائيليين من مسافة بعيدة بصواريخ مضادة للدبابات.

وقال الجندي الاحتياطي إن حزب الله في عام 2006 ليس حزب الله اليوم، مشيرا إلى أنه طور قدراتها.

لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي نجح أيضا في تحسين قدراته، واكتسب خبرة كبيرة في القتال في غزة.

متابعة

Enter the text or HTML code here

Exit mobile version