المغرب يخطط لاقتناء منظومة” سبايدر SPYDER” الإسرائيلية للدفاع الجوي قصير ومتوسط المدى

ويتم تقييم العديد من الأنظمة الجوية متوسطة المدى؛ بما فيها نظام الدفاع الجوي “سبايدر”، وفقا لما نقلته مجلة “ديفينسا” الإسبانية المتخصصة في الشأن العسكري من مصادر في القيادة العسكرية الإسرائيلية.
وفي محاولة لتعزيز دفاعه الجوي، انتقل المغرب في غضون سنوات قليلة من بلد لا يتوفر على أنظمة دفاع جوي متوسطة أو بعيدة المدى إلى بلد يجمع بين أنظمة دفاع جوي متعددة الطبقات من مصادر مختلفة.
ومع التقارب الأخير مع إسرائيل، أصبحت أنظمة الدفاع من بين الأسلحة الأكثر طلبا من قبل القوات المسلحة الملكية، حيث تم بالفعل توقيع عقد لشراء بطاريات لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات Barak-MX، والذي يصل مداه إلى 150 كيلومترا. مع القدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية.
و”سبايدر” هو نظام دفاع جوي طورته شركة “Rafael Advanced Defense Systems”،وهي محمولة على شاحنة تاترا سداسية الدفع 6 × 6. وهو قادر على الدفاع عن النقاط الاستراتيجية والقوات المتنقلة والمراكز الحضرية من جميع التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية في بعض إصدارات النظام.
– يتألف نظام سبايدر من:
1- صواريخ بايثون-5:
طول صاروخ بايثون-5 3 م
– الوزن : 105 كج
وزن الرأس الحربي 11 كج
– المدى : 20 كم
يتم توجيه الصاروخ بالاشعة تحت الحمراء و التوجيه الكهروبصري.
2 – صواريخ ديربي:
صاروخ ديربي فهو بطول : 3.6 م ووزنه 118 كج وزن الرأس الحربي 23 كج ويتم توجيهه بواسطة رادار نشط ويصل مداه الى 50 كم.
سرعة الصاروخ : 4 ماخ
النظام متوفر بنسخة SR القصير المدى و نسخة MR المتوسط المدى.
مميزاتها:
– رد فعل سريع ومدمر وتحتاج فقط إلى 5 ثواني لإطلاق النار بعد التحقق من الهدف.
– مجال التغطية: 360 درجة وتلاحق 60 هدف بنفس الوقت.
– تمتلك توجيهًا خاصًا بالأشعة تحت الحمراء، وأرشيف صور مُخزن في ذاكرتها لعدد ضخم من الأهداف التي يجب عليها إصابتها. فكلا الصاروخين يجدان أهدافهما بنفسهما ويظلان يتتبعانها حتى تحقيق الإصابة، نسميها بالعربي نظام أطلق وانسى.
– يمكن ان يستخدم المنظومة جنود غير متمرسين، وهو جوهر منظومة سبايدر. إذ تعتمد على أن يكون أداؤها غير مرتبط بخبرة الجندي المسئول عن تشغليها. سواء عبر الدقة الإلكترونية أو سهولة الاستخدام. كما أن كلًا من نوعي الصواريخ المستخدمين لا يُخلّفان دخانًا وراءهما. ما يجعل من الصعب رصد الصاروخ بصريًا أو حتى معرفة نقطة انطلاقه.
– يمكن أن تعمل المنظومة منفردةً أو كجزء من تشكيل دفاعي مكون من آليات أخرى. إذا عملت وحدها فستكون عبارة عن مركبة قيادة وتحكم تحتوي على الرادار. مركبتان لإعادة التزود بالصواريخ. مركبة للخدمات اللوجيستية وأعمال الصيانة. 6 مركبات عليها منصات إطلاق الصواريخ، كل مركبة تحمل 4 صواريخ. او 8 صواريخ حسب النسخة المتواجدة و بالاضافةً للرادار المختص برصد الأهداف، فإن المركبات مزودة برادار خاص بها ووحدة اتصال داخلية تسمح لهم جميعًا بالتواصل من مسافة 10 كيلومترات. ما يعني إمكانية نشر كل مركبة على حدة لتقليل احتمالية إصابتهم أو تدميرهم، بجانب زيادة فاعليتهم.
– تمتلك المنظومة ثلاثة أوضاع للتشغيل. الأول يدوي، حيث يحدد الجندي مصدر التهديد ثم يُوجه الصواريخ تجاهه ويُطلقها يدويًا. الثاني شبه التلقائي، حيث يكتشف الرادار التهديد ويُحدده ويتبعه في حركته وتصبح المنظومة مستعدة للإطلاق لكن تنتظر الأمر اليدوي من الجندي المسئول. أما الثالث، فتلقائي بالكامل حيث تقوم المنظومة بتحديد الهدف ثم التعامل معه مباشرةً دون انتظار تأكيد يدوي من الجندي المسئول.
المواصفات والإمكانيات سالفة الذكر تجعل من نظام سبايدر بنوعيه حصنًا منيعًا. لكن دائمًا ما يوجد هامش للخطأ.
ففي المناوشات الباكستانية الهندية الأخيرة في شهر فبراير 2019 حول إقليم جامو وكشمير. استطاعت الطائرات الباكستانية أن تخدع منظومة سبايدر تمامًا. واستطاعت 12 مقاتلة باكستانية من طراز إف -16 و4 مقاتلات من طراز ميراج أن تنفذ عملية في العمق الهندي دون خسائر. ولم تستطع المنظومة الإسرائيلية التصدي لا للمقاتلات ولا لأي صاروخٍ أو قنبلة تم إطلاقها من هذه المقاتلات.
فارق الثواني صنع النصر لباكستان، وحين أفاقت المنظومة أطلقت صواريخها بالكامل. لكن دون فائدة، فلم تُصب أي مقاتلة باكستانية، بل على العكس أًصابت بالخطأ مروحية مي-17 هندية. ما أدى لمقتل 6 أفراد كانوا على متنها، ومدني كان على الأرض.
و استخدام آجهزة التشويش المتطورة التي تمتلكها مصر يمكن أن تعمي رادارات سبايدر عن المقاتلات والصواريخ المهاجمة. كما أنّه باستخدام منظومة «سبيكترا» المتواجدة علي مقاتلات الرافال يمكن رصد أماكن رادارات سبايدر من نقطة لا تقع في مدى إطلاقها، فيصبح تدمير الرادار ليس بالامر الصعب حيث أن مقاتلات الرافال لا تحتاج إلى تشغيل رادارها الرئيسي مما يجنبها التعرض للرصد من قبل أي أنظمة إنذار مبكر سلبية، وتعتمد على منظومة سبيكترا سالفة الذكر بمدي 200 كم ، إلى جانب نظام الرصد والتعقب الحراري المكون من مستشعر حراري قادر على رصد هدف جوي من الخلف من مسافة تصل إلى 130 كم، ومن الأمام من مسافة تصل إلى 80 كم بما يعني انه سيتم رصد المنظومات والتعامل معها بدون أن تدخل المقاتلات المصرية في نطاقها ولن تستطيع المنظومة رصدها.
وأيضا بالكثافة العددية في الطائرات المهاجمة يمكن التغلب على المنظومة. بحيث تجذب طائرات الرافال أنظار وصواريخ المنظومة من مدي اكبر من قدرتها بينما تقوم مقاتلات إف-16 بضرب الهدف المنشود. وكل هذا لم نتحدث عن أي تدخل من المنصات الإلكترونية الجوية التي تمتلكها مصر “طائرات الحرب الإلكترونية أواكس”، فمنظومة سبايدر هي ليست بالحصن المنيع وبمناسبة كلمة الحصن هذا يذكرنا بخط بارليف.
تكلفة المنظومة الواحدة 55 مليون دولار قامت الهند بشراء 18 منظومة وفي الآخر فشلت وأخفقت تمامًا ولم تستطع التمييز بين العدو والصديق IFF وأسقطت مروحية هندية ولم تتعامل مع المقاتلات الباكستانية نهائيًا وبعد انتهاء العملية قامت بإخراج كافة صواريخها مما جعل الهند تطالب إسرائيل بتعويض عن تلك الخسائر المادية والبشرية والمعنوية وإصلاح منظومة IFF للتمييز بين العدو والصديق.
في النظام القصير المدى تحمل كل عربة إطلاق 4 صواريخ، إثنان من كل نوع بايثون وديربي. وفي النظام المتوسط المدى تحمل عربة الإطلاق 8 صواريخ (4 من كل نوع) وتتميز عن النسخة الأخرى بأنها ذات إطلاق عمودي وذلك لإعطاء أفضلية للمنظومة في التعامل مع جميع أنواع الأهداف وتحقيق أعلى معدل إصابات.
المنظومة تتعامل مع الطائرات الحربية والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة وتمتاز بمرونتها وسرعة نشرها وقدرتها على توفير غطاء دفاع جوي للقوات البرية
ولدى هذا النظام القدرة على الاشتباك مع أهداف متعددة للتعامل مع الهجمات المشبعة التي تنفذها الطائرات بدون طيار الانتحارية وصواريخ كروز والقنابل الانزلاقية.
وهي تضم عائلة صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى Spyder-LR بمدى يصل إلى 80 كيلومترا. يعتمد على صواريخ Python-5 مع باحث كهربائي بصري يجمع بين التصوير الحراري ثنائي النطاق (IIR) وCCD، بالإضافة إلى صواريخ I-Derby-ER بمحرك مزدوج النبض لنطاقات أطول.
ويبلغ مدى إصدار Spyder-SR / ER ما بين 20 و40 كيلومترا؛ في حين أن إصدار SPYDER-MR / LR يصل إلى ما بين 60 و80 كيلومترا. من المحتمل أن يكون الإصدار الذي ينوي المغرب تشغيله هو Spyder-SR / ER قصير إلى متوسط المدى مع رادار ELM-2106 في النطاق L ومدى يبلغ 180 كيلومترا.
ويتم تشغيل نظام سبايدر من قبل 8 دول؛ بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، أول دولة عربية تقتني هذا النظام، وكذلك جمهورية التشيك، أول عضو في الناتو ينشر النظام. كما أنها في حوزة القوات المسلحة لجورجيا وفيتنام وسنغافورة والفلبين.