غير مصنف

ﻻجئوا 48 الصحراويون

ﻻجئوا 48 الصحراويون
اندلعت حرب الصحراء نهاية اكتوبر 1975، معلنة بداية محنة ابناء الساقية الحمراء ووادي الذين تركوا مناطقهم على عجل. منهم من غرس في ذهنه حلم تاسيس دولة فحمل السﻻح، و منهم من فر من رصاص ﻻ يفرق بين مدني و عسكري. و كثير منهم ترك قدره على النار موقنا بعودته لتناول عشائه في المساء.
لكنهم جميعا لم يعودوا حتى اليوم.
فالحالمون بتاسيس دولة وجدوا من يساعدهم على تحقيق حلمهم، فحصلوا على دولة و ان في غير المكان الذي حلموا به. و الفارون وجدوا اﻻمان و المأوى في دولة الحالمين، و ان في خيم ووجبة بسيطة.
كان الدعم و الماوى الوسيلة الناعمة لقطع طريق الرجعة، قبل ان يستفيق من تجمعوا في المخيمات فوق التراب الجزائري على ان عودتهم الى ديارهم اصبحت كبيرة، و الخطيئة التي تستوجب اعظم العقاب.
لحد الساعة ﻻ يعرف عدد من تغرب، و ﻻ من يعيش في المخيمات من ابناء الساقية الحمراء ووادي الذهب، لسبب بسيط هو انهم ليسوا ﻻجئين يحق لهم التسجيل و الحصول على وثائق ثبوتية، و انما مواطنين في دولة ﻻ يعرف عدد نسماتها، وهبها و فصلها على مقاسهم من آواهم و دعمهم حتى ﻻ يفكروا في العودة لغيرها، ان هم فكروا في مغادرتها اصﻻ.
بعد سنوات قليلة لن يبقى على قيد الحياة اي ممن نزحوا من الساقية الحمراء ووادي الذهب الى المخيمات فوق التراب الجزائري، و قد ﻻ يجد ابناءهم و احفادهم من يثبت انتماءهم ﻻرض غادرها اجدادهم ذات خريف على عجل، فيصير حالهم كحال ﻻجئي 48 من الفلسطينيين (خارج المفاوضات).

مصطفى ولد سلمى سيدي مولود

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى