قدم السيد رشيد بن المختار بن عبد الله، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم الثلاثاء 14 مارس 2017، بمقر المؤسسة الدبلوماسية بالرباط، الإستراتيجية الوطنية للتكوين المهني، في لقاء حضره السادة السفراء المعتمدين بالمغرب، لمناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بإصلاح منظومة التكوين المهني بالمغرب في أفق2021.
وفي كلمته الافتتاحية لهذا اللقاء، رحب السيد عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الدبلوماسية بالمغرب، بالسيد الوزير ومعاونيه وبالسادة السفراء الحاضرين، وأكد أن هذا اللقاء يندرج في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه المؤسسة الدبلوماسية لدينامية الإصلاحات الإستراتيجية والمهيكلة التي تعرفها المملكة المغربية في شتى المجالات وخصوصا في ميدان التكوين المهني.
كما اعتبر اللقاء، مناسبة للنقاش التفاعلي حول نظام التكوين المهني بالمغرب، مكتسباته والمستجدات التي جاءت بها الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، بهدف إغناء التفكير بشأن تطوير مختلف أنظمة التكوين المهني بين الدول المشاركة وخصوصا في البلدان الإفريقية.
وقد تناول السيد رشيد بن المختار في عرضه، المكتسبات التي راكمها نظام التكوين المهني والتطبيقات الجيدة في هذا الميدان بالمغرب، حيث أوضح أن الإستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، تم إعدادها وفق منهجية تشاركية مكنت من انخراط مجموع الفاعلين والمتدخلين المعنيين العموميين منهم والخواص، كما أبرز أن أهداف ومحاور ودعامات هذه الاستراتيجية تنسجم مع توجهات ومرتكزات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015 2030 المعدة من طرف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
وأشار السيد الوزير، أن الرؤية التي جاءت بها الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، تتوخى إرساء جهاز للتكوين المهني، ذي جودة في كل مكان، للجميع ومدى الحياة، في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتنافسية المقاولة. وشدد على أن نظام التكوين المهني بات مطالبا بالانفتاح على مختلف الفئات من المواطنات والمواطنين، لتحسين قابلية تشغيل الشباب وتعزيز الاندماج الاجتماعي والترابي.
وفي معرض حديثه عن الإندماج بين التعليم العام والتكوين المهني، قدم الآليات التي توجد في طور الإرساء في إطار تنفيذ محاور الاستراتيجية ومنها على الخصوص:
- إخبار وتحسيس التلاميذ بمهن التكوين المهني خلال السنتين الأخيرتين من التعليم الابتدائي؛
- تحديد فئة الشباب في وضعية انقطاع عن الدراسة وتحملهم من خلال برامج الدعم المدرسي والاجتماعي، التي تسمح بإعادة إدماجهم في نظام التعليم العام و/أو في نظام التكوين المهني؛
- إرساء الباكالوريا المهنية، بهدف تثمين المسار المهني، بالارتكاز على تكوين مزدوج بين مؤسسات التعليم العام ومؤسسات التكوين المهني وإشراك فعلي للمهنيين.
وفي ختام عرضه، أوضح أن الإستراتيجية الوطنية للتكوين المهني 2021، خصصت محورا هاما لتطوير التعاون متعدد الأطراف، من خلال تعزيز الشراكات بين مؤسسات التكوين المهني على الصعيد القاري.
وفي موضوع متصل، فقد أخبر السيد الوزير الحاضرين بهذا اللقاء، أن قطاع التكوين المهني يعتزم تنظيم ، الملتقى الجهوي الإفريقي الأول حول التكوين المهني، بهدف تعزيز العلاقات جنوب- جنوب وتقاسم التجارب الناجحة والتطبيقات الجيدة التي يزخر بها نظام التكوين المهني بالمغرب، تماشيا مع النظرة الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لتمتين العلاقات بين المغرب ومجاله الإفريقي.
وتجدر الإشارة، أن هذا اللقاء تميز بالنقاش الغني، من خلال الأسئلة التي تقدم بها السادة السفراء وأجوبة السيد الوزير، وهو النقاش الذي أكد الاهتمام البالغ لكل المشاركين، بتطوير التكوين المهني في بلدان القارة الإفريقية ومواصلة التنسيق والتعاون في هذا المجال، إذ تم تناول العديد من القضايا الهامة ، وعلى الخصوص دور التكوين المهني في التصدي لظاهرة الهدر المدرسي.
هذا، وقد نوه السادة السفراء بجودة المعلومات والمعطيات التي قدمها السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، كما عبروا عن تقديرهم لمبادرة تنظيم الملتقى الجهوي الإفريقي الأول حول التكوين المهني.
Enter the text or HTML code here