بفضل جهود دبلوماسية حثيثة وهادئة وبعيدة عن الأضواء ، ووساطة مباشرة للمملكة المغربية ، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، قررت السلطات الإسرائيلية فتح معبر ” اللنبي” الحدودي بين الضفة الغربية والأردن بشكل دائم ، في مبادرة ملكية تكتسي أبعادا إنسانية مهمة ونبيلة.
فمن شأن هذه المبادرة ، التي تعكس مدى ما تشكله القضية الفلسطينية من مصدر انشغال دائم لجلالة الملك ، وحرص جلالته على تحسين ظروف عيش الفلسطينيين ، أن تساهم في التخفيف من معاناة الفلسطينيين عند التنقل إلى الأردن ومنها إلى بقية دول العالم وتحفظ بالتالي كرامتهم وحقهم وحريتهم.
وقد ظل الهاجس الإنساني حاضرا بقوة في انشغال المغرب بالقضية الفلسطينية ، وهو ما تؤكده جهود لجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك ، لا سيما في المجالات الاجتماعية ، مثل الصحة والتعليم والسكن ، والتي ساهمت بشكل ملموس في تحسين حياة الفلسطينيين.
وتلقى الفلسطينيون هذا الخبر بارتياح كبير وعبروا عن امتنانهم للمغرب ولجلالة الملك ، لما تقدمه المملكة من مشاريع خيرية وإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني.
واعتبروا أن فتح معبر ” اللنبي” خطوة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تخفف بشكل كبير على المواطنين الفلسطينيين ، بالنظر لما كانوا يكابدونه من عناء نتيجة إغلاق المعبر ، الوحيد الذي يربط الضفة الغربية بالعالم الخارجي.
ويتطلع الفلسطينيون إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية بعد فتح المعبر ، بحكم أنه سيساهم في ضمان انسيابية البضائع فضلا عن المسافرين وفي ضمان انتعاشة اقتصادية للمنطقة.
وكانت هذه الوساطة أيضا محط تقدير من طرف مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أشاد بالدور الفعال الذي اضطلعت به المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك من أجل فتح هذا المعبر الحيوي.
وتُبرهن هذه الوساطة أيضا أن الدعم المستمر والجاد للمملكة المغربية ، للقضية الفلسطينية لا تحكمه أية أجندة سياسية ، إضافة إلى ثبات موقف جلالة الملك الذي يبقى محط تقدير وإشادة دوليين.
وفضلا عن أبعادها الاجتماعية والإنسانية ، تحمل هذه المبادرة دلالة بارزة، أكدتها مصادر على اطلاع بالمفاوضات التي أثمرت هذا القرار ، والتي كشفت أن المغرب كان فاعلا رئيسيا في عملية التفاوض هذه.
وبالعودة إلى توقيت هذا الإعلان ، فإنه يزيد من أهمية المبادرة ، بالنظر لتزامنه مع جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة وتأكيده على مبدأ حل الدولتين كأساس لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الموقف الذي ما فتىء جلالة الملك ينادي به في مختلف المناسبات.
وعند إعلانها لخبر فتح هذا المعبر الحيوي ، حرصت وزيرة النقل الإسرائيلية ميرال ميخايلي على الإشادة بجهود جلالة الملك والرئيس الأمريكي جو بايدن لانخراطهما وجهودهما المتواصلة من أجل السلام والازدهار في الشرق الأوسط ، مؤكدة أن فرق عمل مغربية وأمريكية وأردنية وفلسطينية اشتغلت لشهور من أجل تحقيق هذا الهدف.
واستأثر هذا الحدث باهتمام كبير من طرف وسائل الإعلام الدولية والعربية والعبرية التي سلطت الضوء على نجاح الوساطة المغربية الأمريكية التي مكنت من تحقيق تقدم غير مسبوق.
Enter the text or HTML code here