بدأت تنكشف النوايا الحقيقية ليولاندا دياز، زعيمة ائتلاف “سومر” اليساري الإسباني، بعد ترشيحها “تشي سيدي”، الانفصالية المنتمية إلى تنظيم “البوليساريو”، في اللائحة الرابعة لانتخابات التشريعية المقبلة بالجارة الشمالية للمملكة عن مدينة مدريد.
دياز، المنتشية بتوقيع اتفاق “الاتحاد اليساري الراديكالي” إلى جانب حزب العمال الاشتراكي الحاكم وجل المكونات اليسارية الأخرى من أجل خوض الانتخابات التشريعية المقبلة، بدأت تضع قواعدها “المعادية للمغرب، بترشيح منتمية إلى تنظيم “البوليساريو” من أجل الظفر بعضوية في مجلس النواب”.
ويأتي ترشيح دياز لتشي سيدي، التي ولدت في مخيمات تندوف وحافظت على توجهاتها ضد المملكة المغربية، كرسالة إلى بيدرو سانشيز الذي يحرص على تشكيل حكومة ذات أغلبية برلمانية داعمة لسياساته الخارجية؛ أولها الحفاظ على العلاقات مع الجار الجنوبي.
صوت نشاز
سبق أن “طردت” تشي سيدي من الانتخابات البلدية؛ غير أن عودتها في الانتخابات التشريعية المقبلة عن لائحة مدريد زادت من حظوظ وجود صوت لتنظيم “البوليساريو” في الجسم التشريعي الإسباني؛ الأمر الذي أكده فارس رشيد، الكاتب العام للمواطنة والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، إذ قال إن “تشي سيدي ضمنت بشكل ضمني مقعدا للبوليساريو في البرلمان المقبل”.
وأضاف رشيد، في تصريح لهسبريس، أن “يولاندا دياز بترشيحها لتشي سيدي برهنت على بقاء الفكر اليساري الراديكالي في نفق دعم أطروحات الانفصال، ومواصلة العداء للمملكة المغربية”.
وتابع الكاتب العام للمواطنة والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني أن “ترشيح تشي سيدي جاء أساسا بدعم من النظام الجزائري، الذي يحرص على تقديم الدعم لليسار الراديكالي؛ وذلك من أجل خلق تيار يعرقل العلاقات مع المملكة المغربية”.
وحول إمكانية تأثير هذا الصوت الانفصالي على سياسة سانشيز الخارجية في حالة فوزه بالانتخابات، شدد المتحدث ذاته على أن “مقعد تشي سيدي لا يشكل أي ضغط يذكر على سياسة سانشيز الخارجية، إذ توجد أصوات انفصالية متعددة بالبرلمان الإسباني، تدعم “البوليساريو” وتحرص على سواد العلاقات مع المغرب؛ لكن سانشيز بقي سدا منيعا أمامها وحرص على مواصلة المسير في تدعيم العلاقات مع الجار الجنوبي”.
وخلص رشيد إلى أن “البوليساريو” والجزائر “سيسعيان معا إلى توظيف تشي سيدي من أجل مصالحهما في البرلمان المقبل، وسيحرصان على عرقلة كل خطوة إيجابية مع المغرب”، قبل أن يستدرك أن “هاته الورقة لن تفيد أعداء الوحدة الترابية في شيء، وستبقى مجرد حصى في طريق التعاون الشاسع بين مدريد والرباط”.
يد جزائرية
شدد حفيظ الزهري، المحلل السياسي، على أن “صوت سيدي تشي لن يغير شيئا من خارطة الطريق الطموحة التي تجمع مدريد بالرباط، وسيبقى مجرد فولكلور سياسي بلا تأثير”.
وأضاف الزهري، في تصريح لهسبريس، أن “اليد الجزائرية حاضرة بقوة في تحركات تشي سيدي؛ وذلك عبر تمويلها لأهداف معينة، تروم تعكير صورة المغرب والتأثير في موقف إسبانيا من الحكم الذاتي”.
واعتبر المتحدث عينه أن “هذا الموقف التاريخي يجب أن يخرج عن أية تكهنات مستقبلية مهما كانت نتائج الانتخابات المقبلة، إذ سيبقى كما هو دون أي تغيير”.
وخلص المحلل السياسي عينه إلى أن “سانشيز واضح في سياسته الخارجية، ولن يتأثر بوجود صوت كتشي سيدي. كما أن الأحزاب الأخرى اليمينة تعلم مدى أهمية العلاقات مع المملكة المغربية، ويبقى اليسار الراديكالي الاستثناء؛ غير أنه بلا تأثير قوي يذكر”.
Enter the text or HTML code here