منذ أن كشفت السلطات الإسبانية عن عزمها تسليم إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية إلى المملكة المغربية، وإنهاء تدبير هذا المجال من لدنها بعد عقود من الزمن انطلاقا من جزر الكناري، باشرت جبهة «بوليساريو» حملة تحرش جديد بهذا القرار.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الجبهة الانفصالية، لم تجد من بد غير مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة للتنديد بقرار نقل إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية من إسبانيا إلى المملكة المغربية، وذلك بعدما تأكدت أن السلطات الاسبانية ماضية في شراكة استراتيجية مع المملكة، وتواصل تعزيزها بشكل مستمر عبر تنزيل جملة من القرارات التي تهم قضية الصحراء المغربية منذ أبريل 2022، إضافة إلى أن السلطات الإسبانية لم تعد تلتفت إلى جبهة «بوليساريو»، بل إنها لم تعد تجيب على عدد من المراسلات التي سبق للجبهة أن تقدمت بها، بخصوص عدد من القرارات التي تعزز تأكيد السيادة المغربية على الصحراء المغربية. هذا الأمر أغضب قادة «بوليساريو»، ودفعهم إلى اللجوء إلى الأمين العام للأمم المتحددة، وذلك في محاولة يائسة منهم للتشويش مجددا على العلاقات الاستراتيجية ما بين المملكة المغربية وإسبانيا.
وجاء على لسان المسمى “أبو بشرايا البشير”، الذي يلقب بـ”ممثل جبهة البوليساريو في سويسرا ولدى الأمم المتحدة”، باللجوء إلى القضاء الدولي والأوروبي، بما في ذلك محكمة العدل الأوروبية، في حال أقدمت الحكومة المركزية في مدريد على تسليم إدارة هذا المجال إلى الرباط.
تهديد البوليساريو باللجوء إلى المحاكم الدولية والأوروبية سبقه تهديد مماثل أطلقه “ممثلها” في مدريد، قائلا في تصريحات صحافية إن “إسبانيا ستجدنا أمامها في حال أقدمت على هذه الخطوة”، فيما يرى مهتمون أن الكيان الوهمي يفتقد لأهلية التقاضي أمام القضاء الدولي بالنظر لافتقاره لعناصر الدولة وأركانها، مؤكدين أن تلويحه باللجوء إلى المحاكم لا يعدو كونه مجرد مناورات سياسية.
وفي سياق الاستعدادات الجارية على قدم وساق من أجل تنزيل قرار تسليم إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية إلى المغرب، فإن الأشغال جارية بمطار أكادير المسيرة، والذي سيصبح مقرا لإدارة المجال الجوي للصحراء، شبيها بمحطة إدارة المجال الجوي الموجودة بالدار البيضاء، والتي تدير حاليا المجال الجوي للمملكة دون الأقاليم الصحراوية للمملكة، مع العلم أن المحطة الجوية الجديدة لأكادير، التي ستدبر تحركات الطيران المدني بالمجال الجوي للصحراء المغربية، كان قد تم الانتهاء من تشييدها منذ خمس سنوات، والتي أنشأتها المملكة حينها كمحطة احتياطية بديلة لمحطة الدار البيضاء للعمل في حالة الطوارئ.
ويأتي تسليم إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية إلى المملكة المغربية، في إطار تنزيل مخرجات الزيارة التاريخية التي قام رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز في أبريل 2022 إلى المملكة، وأجرى خلالها مباحثات مع الملك محمد السادس، كما توجت بإصدار بيان مشترك يهم عددا من الملفات الاقتصادية والسياسية والتجارية، وعلى رأسها ملف الوحدة الترابية للمملكة.
وفي سياق متصل فقد انطلقت منذ أيام أشغال توسعة مطار أكادير المسيرة، ذلك أنه تم مؤخرا الكشف عن المهندس المكلف بالتصور المعماري وتتبع إنجاز الأشغال التي ستشمل بناء محطة جديدة على مساحة 45000 مترا مربعا وتهيئة المحطة الحالية والتهيئة الخارجية. وقد تم في هذا السياق تخصيص حوالي 80 مليون درهم لتهيئة المطار، عبر توسيع منطقتي الإركاب الداخلية والدولية، وتوسيع منطقة التسجيل، وتجدد عدد من الشبكات به، كما سيتم تشييد مبنى لخدمات المناولة.
Enter the text or HTML code here