السلطة الرابعةسياسة
فوضى شناقة الانتخابات
.
80% من المنشطين للحملات الانتخابية لا يضعون الكمامة ولا نجد أثرا للتباعد الجسدي في فترة حرجة من تاريخ المغرب حيث عداد الموتى يحصد يوميا العشرات من المواطنين، زد على ذلك أحزاب تستعرض أجساد شابات منفوخات بالبوطوكس. هل الأمر هنا يتعلق بالتواصل السياسي الجديد على الطريقة المغربية؟. المواطنون لا يحتاجون إلى الأجساد الفارغة من المحتوى والتنافس المزيف الذي جعل عددا من الشرفاء يطلقون السياسة إلى الأبد، بل يحتاجون إلى مشاريع وبرامج تنهض بالبلاد. كفى من التلاعب بالعقول والمتاجرة في بؤس الناس. وهل الشبان الذين انخرطوا بلحمهم ودمهم وعظامهم في الانتخابات، منهم العاطل ومنهم الباحث عن لقمة العيش ومنهم من يقوم بالتسول السياسي سيتمكنون من مقارعة الحيتان الكبيرة التي تعرف كيف تمخر عباب المحيطات والأعماق. ما نعاينه اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع العام ينم عن فوضى مستشرية تقف وراءها الأحزاب، كما ينم عن العقم الذي أصاب الفكر السياسي الغارق في الضحالة والانحلال الاخلاقي.
في الماضي كانت الحملات يقودها سياسيون كبار من المثقفين والمبدعين وراءهم مناضلون يخاطبون عقول المواطنين وآمالهم، بينما اليوم نعاين كراكيز أوالنفوس الميتة كما شبهها الكاتب الروسي العالمي نيكولاي فاسيليفيتش غوغل، تبتسم على ايقاع الطبل والغيطة وجيش من المارقين والمتملقين الباحثين عن بعض الدراهم لسد حاجيات اسبوع واحد من المصاريف فقط . فالانتخابات في ظل تقلبات الزمن اصبحت عبارة عن نفاق سياسي وتضليل ممنهج بهدف السطو على المقاعد من قبل تجار المآسي الذين يظنون انهم يملكون مفاتيح الدنيا والآخرة . وبالتالي من ينعش آمال المواطنين في غد أفضل في فترة ما بعد أزمة كورونا نقطع مع تراكمات الماضي المخيبة للآمال.لكن الواقع الحالي للمهزلة الانتخابية يحيل على أن اللعبة السياسية ترزح تحت جبروت طغاة الانتخابات الذين حولوا النقاش العام إلى ولائم وبهرجة تختلط فيها الزغاريد بالغبار والضجيج ومقايضة الناخبين بالمال، كما يختزلون غنى هذا البلد وعراقته في التفاهة والتبزنيس، أليس هذا هو المسخ الانتخابي ؟
حسن لحمادي
Enter the text or HTML code here