ثقافة

الإخفاء الشفوي

تعريف الإخفاء الشفوي

هو أن الميم الساكنة تختفي حينما تلتقي بالباء بغنة فإنها سواء تكون الميم أصلية مثل: ﴿ وَهُمْ بِالآخِرَةِ ﴾ ، ﴿ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ ﴾، أو ميم مقلوبة من تنوين أو نون ساكنة مثل ﴿ يُنْبِتُ ﴾ ، ﴿ مِنْ بَعْدُ ﴾ ، ﴿ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾، وهو ما قال به الجمزوري بتحفته: [1]

فالأولُ الإخفاءُ عند البَاءِ ** وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ

كيف تتم قراءة الإخفاء الشفوي

إن القراء اختلفوا بكيفية قراءته لفريقين:

الأول: ما قال به جمهور أهل الأداء ويعد هو الأشهر والأرجح، وهو ما يتم بانطباق الشفتين للميم دون مبالغة، أي دون كزّ، مع إظهار غنتها، أي عبر ملامسة طبيعية للشفتين فقط، يليها النطق بالباء بعدها دون فصل.

والثاني: أن يتم ترك فرجة بين الشفتين صغيرة حين النطق بالميم، يليه انطباق الشفتين لكي يتم النطق بالباء.

عدد حروف الإخفاء الشفوي

حرف واحد وهو الباء (ب).

فإن وقع حرف الباء بعد الميم الساكنة يجوز إخفاء الميم ولكن بمراعاة الغنة.

ويلاحظ تلاصق الشفتين ببعضهما حين الإخفاء الشفوي تلاصقًا رقيقًا (أي تجنب الضغط ضغطًا قويًا عليهما) من دون انفراجهما، إذ أن كلًا من الباء والميم يخرجان مع انطباق الشفتين.

ويقصد بالإخفاء الشفوي أن يأتي عقب الميم الساكنة الباء عند تلاوة القرآن الكريم، فيكون في هذه الحالة نطق الميم مصحوباً بغنة بغير إطباق كامل للشفتين، فيتضح من التعريف السابق أنّ حروف الإخفاء الشفوي قاصرةً فقط على حرف الباء، فحينما تلتقي الميم الساكنة مع حرف الباء بآخر الكلمة ببداية الكلمة التالية لها يحدث الإخفاء الشفوي.

سبب الإخفاء الشفوي

يرجع السبب في إخفاء الميم الساكنة إلى وجود تجانس بالصفة والمخرج لهذين الحرفين وهما الباء والميم، حيث يخرج كِلا الحرفين من مخرج الشفتين ووفقًا لذلك يكون إظهارهما معاً صعب بالنطق حين الالتقاء، فينبغي أن تتم عملية إخفاء الحرف الأضعف والذي يعد هنا حرف الميم الساكنة، وفيما يتعلق بالسبب وراء تسمية الإخفاء الشفوي بذلك الاسم؛ فيعود لأَن الشفتان هما مخرج الباء والميم.

أمثلة على الإخفاء الشفوي من سورة البقرة

يوجد العديد من الأمثلة التي يمكن الاستشهاد بها على الإخفاء الشفوي الواردة بسورة البقرة، ومن بينها ما يلي:

  • (أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم)، [البقرة: 188].
  • (عَرَّضْتُم بِهِ)، [البقرة: 235].
  • (تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ)، [البقرة: 282].
  • (يَعِظُكُم بِهِ)، [البقرة: 231].
  • (يُحَاسِبْكُم بِهِ)، [البقرة: 284].
  • (صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ)، [البقرة: 264].
  • (أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ)، [البقرة: 33].
  • (وَمَا هُم بِخَارِجِينَ)، [البقرة: 167].
  • (تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ)، [البقرة: 273].
  • (يُؤَاخِذُكُم بِمَا)، [البقرة: 225].
  • (بَعْضَهُم بِبَعْضٍ)، [البقرة: 251].
  • (أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ)، [البقرة: 76].
  • (وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ)، [البقرة: 49].
  • (فلمّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ)، [البقرة: 33].
  • (بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ)، [البقرة: 232].
  • (وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ)، [البقرة: 145].
  • (أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ)، [البقرة: 274].
  • (يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ)، [البقرة: 169].
  • (خذوا ما آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ)، [البقرة: 63].
  • (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ)، [البقرة: 155].
  • (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ الله)، [البقرة: 251].
  • (أَهْوَاءَهُم بَعْدَ)، [البقرة: 120].
  • (بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ)، [البقرة: 188].
  • (وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ)، [البقرة: 268].
  • (لِيُحَاجُّوكُم بِهِ)، [البقرة: 76].
  • (مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ)، [البقرة: 249].
  • (آمَنتُم بِهِ)، [البقرة: 137].

أمثلة على الإخفاء الشفوي

ورد بالقرآن الكريم أمثلة عدة على الإخفاء الشفوي، ومنها:

    • ﴿سَلْهُم أَيُّهُم بِـذَلِكَ زَعِيمٌ﴾( القلم 40).
    • ﴿فَإِذَا هُم بِـالسَّاهِرَةِ﴾ ( النازعات 14).
    • ﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِـمَجْنُونٍ﴾ ( التكوير 22).
    • ﴿ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِـهِ تُكَذِّبُونَ﴾ ( المطففين 17).
    • ﴿فَبَشِّرْهُم بـِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ( الانشقاق 24).
    • ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِـمُصَيْطِرٍ﴾ ( الغاشية 22).
    • ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِـذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ ( الشمس 14).
    • ﴿أَلَمْ يَعْلَم بِـأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ ( العلق 14).

    • ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِـهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾ ( العاديات 11).

  • ﴿تَرْمِيهِم بِـحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ﴾ ( الفيل 4).

حروف الإخفاء الحقيقي

تبلغ حروف الإحفاء الحقيقي خمسة عشر حرفًا وهي الأحرف المرموز إليها بأوائل البيت التالي: [2]

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما *** دم طيبا زد في تقى ضع ظالما

الإخفاء لغة: هو الستر، واصطلاحًا هو الحرف بصفة ما بين الإظهار وبين الإدغام عار، وهو الخال من التشديد، مع الإبقاء على الغنة بالحرف الأول، ويراد بالحرف الأول في ذلك الصدد التنوين والنون الساكنة، الميم الساكنة بالإخفاء الشفوي، حيث لا يتحقق الإخفاء إلا بثلاثة أمور، مثلما يتبين من التعريف، والتي تأتي كما في التالي:

  1. النطق في الإخفاء الحقيقي بالنون الساكنة أو التنوين، وفي الإخفاء الشفوي بالميم الساكنة بصفة بين الإدغام والإظهار.
  2. ألا يتم تشديد الحرف المخفي على خلاف الإدغام.
  3. غنة من جنس الحرف الذي يقع بعده، بما يلحظ معه ما يلي الغنة منها نفسها.

كيف تتم قراءة الإخفاء الحقيقي

حين إخفاء التنوين أو النون الساكنة فإن مخرج النون يتحول من طرف اللسان (وذلك مع اللثة العليا في الأسنان) لقرب مخرج حرف الإخفاء، وهو ما يجعل القارئ يبعد طرف لسانه عن لثة الأسنان العليا قليلًا.

كذلك يُراعى مد الغنة وتفخيمها مقدار حركتين إن كان حرف الإخفاء مفخمًا مثل قوله تعالى ﴿إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾، (الإسراء 33)، وترقيقها إن كان حرف الإخفاء مرققًا مثل قوله تعالى ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَـالاً وَجَحِيماً﴾ (المزمل 12).

كما وينبغي الاحتراز من تحويل الغنة لحرف مد مثل نطق كلمة “كـنـتم” على النحو الآتي: “كونـتم” وذلك خطأ.

سبب الإخفاء الحقيقي

أنهما لم يقربا منهن مثل قربهما من أحرف الإدغام فينبغي أن يتم إدغامهما فيهن للقرب دون أن يبعد عنهن مثل بعدهما عن حروف الإظهار فينبغي عندهما أن يتم إظهارهما من أل البعد وحينما كان عدم القرب الذي يوجب للإدغام والبعد الذي يوجب للإظهار جعل هناك حكمًا متوسطًا ما بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء، حيث إن الإظهار يتمثل في إبقاء الحرف ذاته وصفته معًا، في حين أن الإدغام التام أو الكامل فيعني إذهابهما معًا، وهنا يكون الإخفاء إذهاب النون والتنوين ذاتهم من اللفظ مع إبقاء صفتهما وهي الغنة التجانس سبب الإخفاء الشفوي ما بين الباء والميم وهو ما يؤدي لسهولة النطق.

أمثلة على الإخفاء الحقيقي

أحيانًا ما تلتقي النون الساكنة في كلمة واحدة مع حرف الإخفاء وقد يكونان بكلمتين مختلفتين مثل:

    • ﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَـأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَـاتِيَةٍ﴾ (الحاقة 6)
    • ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَنـاً فَـيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾ (البقرة 245)

  • ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُـمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَـفُورٌ﴾ (هود 9)
  • ﴿وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ﴾ (الأنعام 8)
  •  ﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِـقُونَ﴾ (المرسلات 35)
  •  ﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة 22)
  • ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ (آل عمران 144)
  • ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ (البقرة 50)
  • ﴿من لَن تَـنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُـنفِـقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (آل عمران 92)
  • ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾ (الروم 54)

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى