القراءة النجدية

القراءة النجدية واحدة من طرق قراءة القرآن الكريم، ويختص بها أهل نجد.
لذا سُميت بذلك الاسم نسبةً لهم، اكتشفَ العرب المسلمون طريقة تلاوة آيات القرآن الكريم بالطريقة النجديَّة، واكتسبت حينها شهرة واسعة نظرًا لما تتمتّع به من بعض التنغيم في صوت القاريء، كما اعتمدت على تطبيق أحكام التجويد بصورةٍ لحنيّة تجذب مسامع الحاضرين.
جمعت القراءة النجديَّة عراقة الزّمن القديم، إلى أن وصلت إلى وقتنا الحالي مع انتشارها في أغلب إن لم يكن جميع الدول العربيَّة وغير العربيَّة الإسلاميَّة، ولكن كانت أول نشأتها في المنطقة الوُسطىَ من المملكة العربيَّة السعوديَّة، وسبقَ وجودها في المساجد الطينيَّة قديمًا لكنها حالياً تُتلىَ في كل مسجد وفي الحرم.
اشتهرَ بعض القرَّاء بتلاوة القراءة النجديَّة والتمكّن من تجويدها جيدًا، ولمعَ في قراءتها بعض الأسماء منهم (الشيخ عبد الله الخليفي – الشيخ ابن باز – الشيخ محمد البخيت – الشيخ عبد العزيز بن حيان) وغيرهم.
من خصائص القراءة النجدية
- تتميّز القراءة النجديَّة بصوتها الشجيّ أي تأخذ مُنحنى الحزن، كقراءة أبي موسى الأشعري.
- يعرفها البعض بأنَّها القراءة الفطرية لآيات القرآن الكريم.
- تتميّز القراءة النجديَّة بعدم التسرع في تلاوتها أو التكلف والتصنّع الزائد عن الحد.[1]
- لا تهتم بالحركات الإعرابيَّة في فواصل الجمل.
أنواع المقامات في القرآن الكريم
- البيَّات.
- الرّست.
- النّهاوند.
- السيكا.
- الصبا.
- الحجاز.
جاءت المقامات عمومًا ضمن أنواع الألحان التي يختص ويتغنىَ بها أهل الغناء، حيثُ قاموا بحصر الألحان ضمن أوزان معيّنة
تُعرف “بالمقامات” وانقسمت تلك المقالات إلى ستة مقامات معروفة في تلاوة القرآن الكريم:
مقام البيَّات: يتميَّز هذا النوع من المقامات بالخشوع والرهبانيَّة، مما يجعله مقامًا قريبًا من القلب، ويُخضعه حتى يتفكّر في آيات القرآن الكريم والبحث عن معانيها.
مقام الرست: تعود كلمة “الرِّست” إلى أصل فارسي ويُقصد بها “الاستقامة”، وعادةً ما يكون هذا المقام من المقامات المُفضّلة عند أهل المقامات عند تلاوة آيات القرآن الكريم، كونها ذات طابع قصصيّ أو تشريعيّ.
النهاوند: يتمتّع مقام النهاوند بالعاطفة الجيّاشة والحنان والرقة في التلاوة، لذا يحثّ على الخشوع والتفكر في آيات الله عز وجلّ، والمعروف أنَّ هذا المقام يُنسب إلى مدينة نهاوند الإيرانيَّة.
مقام السيكا: من المقامات التي يعتمد عليها بعض القرَّاء في قراءة آيات القرآن الكريم، ويتميَّز هذا المقام بالبطء والترسُّل.
مقام الصبا: يتمتَّع مقام الصبا بالروحانيَّة الجياشة والعاطفة والحنان، وهو ضمن المقامات المشهورة في قراءة القرآن الكريم.
الحجاز: يعود المقام الحجازيّ إلى أصول عربيَّة، كونه يُنسب بشكلٍ واضح إلى بلاد الحجاز العربيَّة، ولعله من أكثر المقامات الروحانيَّة والأعلى خشوعًا في تلاوة القرآن.
هل يجوز سماع من يقرأ بالمقامات
لا.
جاء عن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في المنع من القراءة بهذه المقامات الغنائيَّة، وعدم الاستماع لمؤديها، كما وردَ عن الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أنَّه قسّمَ قراءة القرآن الكريم تبعًا للألحان إلى قسمين:
الحالة الأولى: وهي الألحان الطبيعيَّة التي تخرج دون تصنّع، وهذا النمط ما يتّبعه الكثير من قرَّاء القرآن الكريم، حيثُ يتم التغنّى بالقرآن دون الخروج عن طبيعة التلحين البسيط للغاية، فهذا الأمر جائز، ويُقصد به التّغني المحمود في القرآن، وذلك تبعًا لقول رسول الله صلىَ الله عليه وسلَّم “ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن”.
الحالة الثانية: تنطبق هذه الحالة على الألحان المصنَّعة والإيقاعات الموسيقيَّة التي تمثّل دخيلاً على قراءة القرآن الكريم، حيثُ يتم الاعتماد فيها على مقادير ونسب صوتيَّة معينة، وهذا الأمر غير مستحب وغير جائز أيضًا، وذلك لأنَّ قراءة القرآن الكريم لها مقادير تجويديَّة خاصة لا تتوافق مع مقادير ونسب هذه الألحان الموسيقيَّة، وتتم فقط عند الإخلال بقواعد التجويد، وهذا أمر ممنوع ولا يجوز.
حكم القراءة النجدية
لم يأتي حكم صريح وواضح عن القراءة النجديَّة، فقال البعض أنَّ الواضح والله أعلم أنَّها على خلاف مع السنة، وذلك لعدم وجود أي دليل عليها مسبقًا، فلم يرد عنها أي شيئًا مأثورًا عن السلف، وإنّما جاء ذِكرها على يد بعض المؤرخين منهم “العراقي” ونحوه، ولكن لم يذكرها الأولون ولا يوجد لهم أي كلام عليها.
وعليه فالقراءة النجدية على خلاف السنة، وإن كان التلحين أو التنغيم وغيره مطلوبًا أو مستحبًا لاتّبعه السلف، إنما لم يأتي شيء من هذا القبيل، وبالطبع نحن مأمورون باتباع ما اتّبعه السلف، ومع ذلك لم يرد عنها شيء يفي بالتحريم أو الاستباحة.
القراءة النجدية
يُمكنك الاستماع إلى طريقة تلاوة آيات القرآن الكريم بالقراءة النجدية، وذلك بصوت الشيخ محمد البخيت، أحد أشهر المُقرئين في القرآن الكريم: