ثقافةمجتمع

ما هي السبع المثاني

عرَّفَنا النبي صلىَ الله عليه وسلَّم عن السّبع المثاني بأنَّها “الفاتحة” حيثُ قال “للفاتحة هي أم القرآن وهي أفضل سور القرآن” كما قال أنَّها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته” كما قالَ البخاري في الصحيح “السبع المثاني هي الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”.

إذ تتكوَّن الفاتحة من سبع آيات بدايتها “الحمد لله” ونهايتها “غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْْ وَلا الضَّالِّينَ”، مع العلم أنَّ التسمية مستقلة عن سورة الفاتحة، حيثُ تبدأ كل سورة بالتسمية باستثناء سورة براءة فإنه لا تسمية قبلها، أمَّا بقية السور تسبقها بسملة مشروعة ومُستحبَّة.

تبدأ السبع المثاني أي سورة الفاتحة بقول الله عز وجلّ “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الفاتحة:1] والثانية “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” [الفاتحة:2]، والثالثة “مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ” [الفاتحة:3]، والرابعة “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” [الفاتحة:4]، والخامسة “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ” [الفاتحة:5]، والسادسة “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْْ” [الفاتحة:6]، والسابعة “غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ” [الفاتحة:7].

دعاء السبع المثاني

البعض يدعو بالسّبع المثاني وتأتي صيغة الدعاء بهذا النمط ” اللهم رب السّموات السبع وما فيهن، ورب الأرضين السبع وما فيهن، وما بينهن، ورب العرش العظيم، ورب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ورب السبع المثاني، والقرآن العظيم”.

لكن هذا الدّعاء غير جائز حيثُ وردَ فيه قول “رب السبع المثاني والقرآن العظيم”، وذلك لأنَّ القرآن الكريم كلام مُنزل من الله عز وجلّ وصفة من صفاته، لكنه ليس مربوباً.

والدليل على ذلك حَمَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جِنَازَةً ولَمَّا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي قَبْرِهِ قَالَ لَه رجل “اللَّهُمَّ رَبَّ الْقُرْآنِ اغْفِرْ لَهُ” فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ “لا تَقُلْ لَهُ مِثْلَ هَذَا، مِنْهُ بَدَأَ، وَمِنْهُ يَعُودُ”.

فوائد السبع المثاني

قال رسول الله صلىَ الله عليه وسلَّم أنَّ الفاتحة هي فاتحة الكتاب الكريم وأم القرآن، والسبع المثاني، وتعددت فوائد قرائتها فشملت:

    • الشّفاء التام للروح والعقل.
    • فيها دواءٌ نافع ورقية تامة لصاحب قولها.
    • تتمثّل في مفتاح الغنى والفلاح والصّلاح في الحياة الدّنيا.
    • تحفظ القوة في البدن وتدفع الهم والغم والكرب، والخوف والحزن.

  • تُسعد من عرف مقدارها ومنحها حقها، وأحسنَ تنزيلها على دائه، وتأكد من أنَّ التداوي بها.

ما هي السبع المثاني ولماذا سميت بذلك

السبع المثاني هي سورة الفاتحة، وقد قال البعض أنَّ سبب تسميتها بالمثاني تعود إلى تثنية كُلّ رَكْعَة أَيْ يتم إعادتها، كما قال البعض أيضًا أن السبب في تسميتها هو أنّه يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّه عز وجلّ، وكذلك لِأَنَّها اُسْتُثْنِيَتْ لأمة المُسلمين كونها لَمْ تَنْزِل عَلَى مَنْ قَبْلهَم.[2]

المعاني التي اشتملت عليها سورة الفاتحة

  • الحمد والثّناء على الله عز وجّل وتمجيده.
  • إفراد الله عز وجلّ بالعبادة.
  • طلب الهداية إلى الصراط المُستقيم.
  • ذِكر أصناف النَّاس في الآخرة.

الحمد والثّناء على الله عز وجّل وتمجيده: ذُكِر في سورة الفاتحة الحمد والثناء على الله عزَّ وجل، فمن المعروف أنّه لا يُحمد أحدٌ سوى الله تعالى، كما جاءت السورة بتعظيم الله والثناء عليه، ووضحت للمؤمنين كافة الأمور الدنيويَّة والأخرويَّة وأنّ و
التَّوكُّل لا يكون إلا على الله عزّ وجلّ.

كما جاءت كلمة “الْحَمْدُ لِلَّه” بداية الفاتحة بالثّناء بها على الله عزَّ وجل من قِبل المسلمين الموحدين بالله، بهدف تعظيمه وتفخيم مكانة الله في القلوب والنّفوس، أمّا قول الله “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” فيدل على بعض صفاته حيثُ يتصف الله بالرَّحمة وما يفوقها لذا جاء وصف الرَّحمن لتشمل رحمة الله في الدُّنيا والآخرة، بينما الرحيم تختصُّ بالآخرة.

إفراد الله عز وجلّ بالعبادة: أُفرد الله تعالى نفسه بالعبادة، حيثُ قال في كتابه الكريم “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” أي لا نعبد سواه، ولا نستعين أو لا نطلب الإعانة على عبادهِ إلَّا من الله جلّ وعلا، أي شملت الآية التوحيد بالله وعبادته والاستعانة والتوكُّل عليه في كل الأمور.

طلب الهداية إلى الصراط المُستقيم: يطلب المسلمون عند قراءة سورة الفاتحة من الله عزّ وجلّ الاستقامة، والهداية إلى صراطٍ مُستقيم، ابتغاءًا في رضا الله ورحمته وطاعته، وما يؤدي له هذا الطريق المُستقيم وهو الفوز الجنة، وذلك في قول الله عزّ وجلّ “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”.

ذِكر أصناف النَّاس في الآخرة: بيّنَ لنا الله عزّ وجلّ في سورة الفاتحة النهاية لكافة أصناف البشر في الآخرة، وتم تقسيم البشر وأعمالهم إلى الآتي:

  • أهل النَّعيم: حيثُ قال الله “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ” بمعنى أنَّ الله أنعم على بعضٍ من عبادهِ فأرشدهم للهداية، حتى أنّه اختص منهم بالنبوَّة، والصِّديقين.
  • المغضوب عليهم: إذ قال الله عز وجلّ أنَّ هؤلاء من أشركوا أي عبدوا إلهاً آخر غيره، وأحبوا الدُّنيا وأبدلوها باالآخرة، ولم يتعظوا فارتكبوا الذُّنوب

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى