ثقافةصحة

الوراثه

دراسة علمية للسمات المنتقلة من الآباء إلى الأبناء عن طريق الحمض النووي.

يتناول علم الوراثة دراسة الجينات، حيث يعمل على تفسير الكيفية التي تنتقل من خلالها الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء طبقًا لبعض التغيرات في تسلسل الحمض النووي عن طريق التكاثر بنوعيه (الجنسي، واللاجنسي)، وهو فرع من فروع علم الأحياء، والجين هو عبارة عن الحمض النووي المسؤول عن بناء جزئ أو أكثر للمساهمة في عمل الجسم، لكونه يحتوي على المعلومات اللازمة لعملية البناء، ويتخذ الحمض النووي شكل السلم الملتف، يُطلق عليه اسم: (الحلزون المزدوج).

يمثل القضبان على طرفي الحمض النووي العمود الفقري له، بينما درجات السلم تتكون من أربعة قواعد في أزواج: (الأدينين، والثايمين، والجوانين، والسيتوزين)، تحتوي القواعد الأربعة على المعلومات اللازمة لبناء الجزيئات، وتحتوي معظمها على البروتينات، يمتلك البشري ما يقارب العشرين ألف جين.

الوراثه هي انتقال الصفات من الاباء الى الابناء

عرف البشر منذ قديم الزمان، وقد الدراسات العلمية الدقيقة، ومعرفة الجينات، وتركيبها، أن الأطفال يشبهون آبائهم، ويرثون سماتهم الشخصية، فقبل أن تتدخل الكيمياء الحيوية، وتقول الدراسات الحديثة كلمتها عرف الإنسان الوراثه، وقد انتشرت العديد من التكهنات حول أن البذرة التي تنبت الطفل موجودة في السائل المنوي للأب، أما مساهمة الأم في الوراثة لم يكون مقدرًا حق قدره، فهي ليست عاملًا رئيسيًا في هذا الشأن، هي تنجب الطفل فقط لا غير.

كتب أرسطو الكثير عن أصول الحيوانات في القرن الرابع قبل الميلاد، وظل يقارن، ويربط بين السمات المتوارثة حتى القرن السادس عشر، أو السابع عشر، توصَّل في ذلك الوقت لنظرية الأخلاط الأربعة، وقد كانت تمثل جانبًا من الجوانب التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وقد اهتُم في هذا العصر بتأثير الحمل، والتطور على سمات الطفل.

حتى ظهرت الوراثة في نهاية القرن الثامن عشر، ودقت أبواب المشكلات التي يطرها علم الأحياء على يد تشارلز داروين، وفي القرن العشرين استنتج العلماء من خلال البيولوجيا الجزيئية الحديثة العديد من المعلومات التي تدعم، وتؤكد ما بين التباين الفردي، والتطور من علاقة وثيقة.

العالم الذي اكتشف المبادئ الاساسيه لعلم الوراثه

جريجور مندل.

اكتشف جريجور مندل (أبو علم الوراثة) القوانين الأساسية لعلم الوراثة من خلال العمل على نبات البازلاء، حيث استنتج مندل أن الجينات تورَّث في شكل أزواج، جين من كل والد، كما عمل على فصل الجينات، ليتتبع الجينات المهيمنة، والمتنحية منها، من خلال مراقبته لظهورها في النسل، كما أنه تعرَّف على أنماط الميراث في الأجيال المختلفة.

كغيره من المبتكرين، والفنانين، والعلماء العظماء لم يتم تقديره في عصره، ولكنه اليوم هو الأب الأول لعلم الوراثة، ولكنه قبل ذلك كان مجرد رجلًا محبًا للزهور، مهتمًا بسجلات الطقس، والنجوم، من هو ذلك الرجل إذًا؟ هو جريجوري مندل المولود في 22 يوليو لعام 1822، وُلد في عائلة فقيرة في قرية تقع في شمال مورافيا بالتشيك، وكانت أسرته تعمل بالزراعة، وعلى الرغم من ذلك كانوا يقدرون العلم، ولم يكن يقف في طريقه للعلم سوى قلة الموارد، وقد كافح من أجل ذلك.

كان موهوبًا في الفيزياء والرياضيات، وظل يتدرج في مراحله التعليمية حتى أتم تعليمه في جامعة فيينا بعد أن أصبح راهبًا كما لم يخطط من قبل، واكتشف ولعه بالتدريس على الرغم من كونه هادئًا خجولًا، يقضي الكثير من الوقت في تربية نباتات الفوشيه والبازلاء في حديقة الدير، وقد كان هدفه في البداية أن يراقب نتائج تهجينه لنبات البازلاء.

أدت الملاحظات للمزيد من التجارب، والتجارب للمزيد من الاستنتاجات حتى استطاع تأسيس مبادي مندل للوراثة، وتوصَّل لمصطلحات: (جين سائد، وجين متنحي)، وكان أول من استخدم لتحليل المعلومات الوراثية أساليبًا إحصائية، أتم مندل عملًا متقدمًا جدًا على ذلك العصر، ولم يُعترف بأهميته إلا بعد 30 عامًا، وقد واصل مندل عمله لسنوات، كما أنه أصبح ناشطًا سياسيًا قبل وفاته بسنوات قلائل، واحتج على فرض المزيد من الضرائب، حتى توفي في عمر 61 عامًا بسبب إصابته بالفشل الكلوي.

قوانين مندل للوراثة

  • الفصل.
  • التنصيف مستقل.
  • الهيمنة.

إليك القوانين الأساسية التي استنتجها جريجور مندل لعلم الوراثة:

فصل: تحدد كل سمة من السمات الموروثة في قانون الفصل بواسطة زوج من الجينات، تُفصل جينات الوالدين عشوائيًا، وتصبح خلايا جنسية، تحتوي تلك الخلايا على جين واحد من الزوج، مما ينتج عنه ميراث النسل أليلًا جينيًا واحدًا فقط من كل والد عند اتحاد الخلايا الجنسية أثناء عملية الإخصاب.

قانون التنصيف المستقل: في قانون التصنيف المستقل لا تتوقف وراثة أحدى السمات على وراثة أخرى، حيث يتم فرز الجينات الخاصة بكل سمة من السمات بشكل مستقل، ومنفصل.

هيمنة: في قانون الهيمنة يظهر الجين السائد، أو الشكل السائد على الكائن عندما يكن عنده أكثر جين مختلف.

لم يحظى مندل بالتقدير الذي كان يستحقه على جهده الكبير الذي بذله لاستنتاج قوانين الميراث الأساسية، فلم لم تٌهم نتائجة العلمية في ذلك العصر، فقد استغرق سنوات للعمل على تلك التجارب، حيث قضى ثمانية سنوات من 1856 إلى 1863 يعمل على أكثر من 10000 نبات بازلاء، يتتبع نسلًا بعد نسل، ونوعًا تلو نوع حتى نشر نتائجة التجريبية في عام 1865.

تأثير الوراثة على الإنسان

تنتقل الجينات من الآباء إلى الأبناء، مما يؤثر على سلوك النسل، ونفسيته، وقدراته الفكرية، والشخصية، كما أنها تؤثر على الصحة العقلية للفرد، أي أنه في حالة إصابة أحد الوالدين باضطراب عقلي، يمكن أن يتأثر أحد الأطفال، ويصاب بنفس الاضطراب العقلي، بالإضافة للتأثيرات السلوكية، فإذا كنت تتمتع بسلوكًا إيجابيًا معينًا فهناك احتمالية كبيرة أن يتمتع أطفالك بنفس السلوك، بينما يحدث العكس أيضًا، فإن كان لديك سلوكيات عنيفة، أو عدوانية، فإنها قد تنتقل للنسل، دائمًا ما يشبه الأبناء الآباء، ويرجع ذلك لأسباب علمية بحتة، الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في ذلك، علاوةً على تأثير التربية، والتنشأة التي قد ترسِّخ السلوكيات، أو تعمل على تقويمها.

لا تمثل الجينات العامل الوحيد للتأثير في الأطفال، وانتقال السلوكيات، فهناك الانتقال الثقافي، أي أن بعض السلوكيات تنتقل من خلال التعاملات اليومية، فإذا كانت الأم تتمتع بالذكاء، والثقافة العالية فإنها ستعمل على تنمية بيئة أطفالها، وإشراكهم في المزيد من النشاطات التنموية، وتقضية المزيد من الوقت في القراءة لهم، ويعود ذلك أيضًا للتركيب الجيني للأم، وارتباطه ببيئة الطفل، كما أن سلوكيات وجينات الأطفال في نفس العائلة قد تثير استجابات سلوكية مختلفة من الآباء، حيث أن الأطفال المولودين لنفس الوالدين يتمتعون بسمات وراثية مختلفة، ومن هنا تتشابك الجينات بشكل معقد، ولا يحدث التأثير بشكل واضح.

وراثة السلوكيات معقدة بعض الشئ، على العكس من وراثة السمات الجسدية، حيث يرث الطفل في العادة الجين السائد، أو المسيطر، فإذا ورث الطفل أليل اللون البني(B)، وأليل اللون الأزرق للعيون (b)، فإن عيونه ستكون بنية(Bb)، لأن العيون البنية هي السمة السائدة، وبالطبع ستكون بنية أيضًا إذا كنت قد ورثت أليلين للعيون البنية(BB)، وستكون زرقاء إذا ورثت أليلين للعيون الزرقاء(bb)، وفي فصائل الدم كذلك، الفصيلة A على سبيل المثال سائدة على الفصيلة O، لذا يتم تحديد فصيلة دمك بسهولة، أما السلوكيات فيصعب تحديدها، خاصةً لتأثر الشخص بالبيئة كذلك.

Enter the text or HTML code here

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى