
شهدت منطقة أغوينيت صباح الاثنين 21-04-2025، حادثا أمنيا بالغ الخطورة، حيث اعترضت عناصر من مليشيا البوليساريو دورية مراقبة تابعة لبعثة الأمم المتحدة (المينورسو)، مما اضطرها إلى التراجع بعد تعرضها لإطلاق نار وإقامة حاجز عسكري مؤقت.
وبحسب معطيات معهد الأفق الجيوسياسي (Institut Géopolitique Horizan – IGH)، يأتي هذا التصعيد في توقيت حساس، كاشفا عن عجز متزايد للبعثة الأممية عن القيام بمهامها رغم الميزانية الضخمة المرصودة لها.
أغوينيت: موقع استراتيجي تحت تهديد الفوضى
تقع أغوينيت شرق الجدار الدفاعي المغربي، داخل المنطقة العازلة التي سلمها المغرب للامم المتحدة سنة 1991 والخاضعة لمراقبة قوات المينورسو. وتعد هذه المنطقة نقطة عبور استراتيجية قرب الحدود مع موريتانيا، وتكتسي أهمية خاصة في التحركات العسكرية واللوجستية بالمنطقة الصحراوية.
غير أن هذا الموقع أصبح يشهد تزايدا للانفلات الأمني، في ظل الفشل الأممي المتكرر في ضمان الاستقرار، رغم أن بعثة المينورسو تخصص لها ميزانية سنوية تتجاوز 70 مليون دولار.
دلالات التصعيد الأخير
يحمل اعتراض دورية المينورسو من طرف عناصر البوليساريو عدة رسائل مقلقة:
-انهيار فعلي لسلطة المينورسو في المنطقة العازلة: حيث لم تعد البعثة قادرة على تأمين تحركاتها أو حماية عناصرها.
-محاولات فرض أمر واقع ميداني: عبر استغلال الفراغ الأمني لإقامة حواجز ونقاط مراقبة غير شرعية.
-تصعيد ميداني يستبق التحولات السياسية: مع اتجاه مجلس الأمن نحو دعم خطة الحكم الذاتي المغربي كحل سياسي وحيد للنزاع.
السياق الإقليمي والدولي المتغير
يأتي هذا الحادث بالتزامن مع إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا التي قدمها امام اعضاء مجلس الأمن الدولي يوم 14 ابريل 2025، والتي اكد من خلالها على أولوية دعم خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بدلا من طرح سيناريوهات عقيمة تجاوزها الزمن.
وفي هذا المنظور، يبدو أن جبهة البوليساريو تسعى لفرض وقائع ميدانية شرق الجدار الرملي، في محاولة للضغط قبيل تثبيت الخريطة الجديدة للحل السياسي النهائي.
أصوات داخل المغرب والولايات المتحدة تطالب بإنهاء مهام المينورسو
بالتوازي مع تصاعد الخروقات، تتعالى داخل المغرب أصوات مجتمعية تطالب بضرورة إنهاء مهمة المينورسو، معتبرة أن استمرارها دون فعالية لا يخدم سوى تأبيد الوضع القائم.
في الولايات المتحدة أيضا، بدأت دوائر سياسية ومراكز تفكير بارزة تطالب بمراجعة مهمة البعثة، داعية إلى ضرورة انهاء مهامها وغلق الملف، بدلًا من ضخ أموال طائلة في بعثة عاجزة.
ويؤكد هذا التوجه الجديد على أن استمرار الفراغ الأمني في المنطقة العازلة لم يعد خيارا مقبولا، وأنه أصبح من الضروري تمكين القوات المسلحة الملكية المغربية من بسط سيطرتها الكاملة على المنطقة العازلة لضمان الأمن والاستقرار.
التداعيات المرتقبة
وفق تحليل معهد IGH، فإن الحادث الأخير بأغوينيت مرشح لأن يكون نقطة تحول دبلوماسي وأمني، حيث ينتظر أن تدفع القوى الكبرى نحو مراجعة دور المينورسو وإعادة النظر في استمرار تمويلها.
كما أن تصاعد الاعتداءات على البعثة الأممية قد يشكل دافعا إضافيا لدعم التحركات المغربية لاستكمال بسط السيادة على كامل المنطقة العازلة.
الخلاصة: رسالة أغوينيت… آن أوان الحسم
لا شك أن حادثة أغوينيت تكشف بما لا يدع مجالًا للشك عن عقم مهمة المينورسو، وعجزها عن حماية نفسها فضلًا عن مراقبة الأوضاع على الأرض.
في ظل هذا المشهد، ومع تنامي التأييد الدولي لخطة الحكم الذاتي المغربية، يبدو أن ساعة الحسم السياسي والميداني تقترب أكثر من أي وقت مضى، ومعها تلوح نهاية مرحلة الجمود الأممي”، وبالتالي انهاء الصراع حول الصحراء المغربية الذي عمر ما يقارب النصف قرن.
وليد كبير ( إعلامي جزائري معارض)