مغاربة العالم

مغاربة العالم والقرارات المجحفة في حقهم

ككل سنة وككل عام، نتفاجأ دائماً بقرارات تجعل الجالية ترجع ألف سنة ضوئية إلى الوراء حين تفكر في العودة إلى الوطن والاستثمار فيه.
قرارات متسرعة ربما يحلم بها ليلاً فئة من المسؤولين ليطبقونها في صباح الغد على أنها في إطار مصلحة الوطن، نعم “مصلحة الوطن”، العبارة السحرية التي تجعل كل منتقد لهذا القرار يبتلع لسانه خشية من النتائج التي لا تخفى على الجميع حتى ولو كان هذا المعارض أكثر شخص محب لوطنه.
ومما لا شك فيه ولا غبار عليه ولا نقاش فيه، هو انعدام الثقة المتزايد لدى أغلبية أفراد الجالية المغربية خاصة وبعض المغاربة عامة في الأحزاب السياسية وممثلي السلطات والمسؤولين المغاربة.
سنوات عديدة قبل الجائحة كنا نندد ونطالب دائماً بتحسين أوضاع الاستقبال حتى أصبحنا لا نهتم بطريقة الاستقبال بقدر ما أصبحنا نطالب بالسماح لنا بوضع القبلة الأخيرة على جبين أمواتنا و الاستمتاع مع أحبابنا.
فبعد كل الأحداث التي عشناها في ظل جائحة كورونا، زادت الهوة حتى أصبحت فجاً عميقاً يستحيل إصلاحه، ورغم كل هذا لدينا نحن أبناء الجالية بصيص من الأمل في حاكم البلاد، فعندما يتحدث عنا ملك البلاد، فهذا يعني لنا الكثير، فكلمته بالنسبة لنا ليست كلمة عادية، كلمته تعني لنا الضمان الكامل والشامل لحقوقنا، تعني لنا الوفاء والأمن والأمان.
فعندما سمعنا أن عاهل البلاد أصدر تعليمات إلى مسؤولي وكالات الأسفار والسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل بتسهيل عودة المهاجرين بأسعار مناسبة وكذلك الخفض من ثمن الإقامة في الفنادق، تشجع العديد من المهاجرين للسفر، حيث كانت هذه الرسالة برداً وسلاماً على المهاجر وكانت الضمانة الكافية لهم وأنهم سوف يسافرون بدون قلق ولاخوف، والأهم أنهم سوف يتمتعون بعطلة مريحة في ظل هذه الجائحة مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية و الاحترازية رغم المعاناة وخصوصاً بالنسبة للمغاربة القاطنين في إسبانيا.
الآن وبعد هذا القرار المجحف بعدم التنقل بين المدن وكذلك إلغاء الحفلات، أصبح المهاجر في حيرة وندم وسخط، فلماذا جعلتم هذا المهاجر يتكبد كل هذه الخسائر المادية كي يظل في الأخير حبيس المدينة التي يتواجد بها؟، لماذا لم تتسم الأمور بالوضوح منذ البداية؟
الكثير من أبناء الجالية يريدون الاجتماع بعوائلهم قصد إحياء حفل ما أو قصد الاستجمام والتنقل بأريحية، ماذا ترك أصحاب هذه القرارات لهم؟
إليكم ياصاحب الجلالة هذا الالتماس، فالجالية لا تثق إلا في معاليكم، نلتمس منكم رفع بطش المسؤولين عنا، الذين يحلمون ليلاً لينفذوا نهاراً ما حلموا به دون دراسة وتمحيص دقيقين ودون أدنى مراعاة لكلامكم.
إبنة البحر والوادي
الحراق فاطمة الزهراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى