هكذا كانت بداية الوالي مصطفى السيد

هكذا كانت بداية الوالي مصطفى السيد..
من يكون مؤسس جبهة البوليساريو الوالي مصطفى السيد، الذي تحول في سن 24 إلى أحد أهم الزعماء الوطنيين المغاربة المطالبين بتخليص الصحراء المغربية من الاحتلال الإسباني؟
ولد الوالي مصطفى السيد سنة 1948 بضواحي بلدة بئر لحلو، في عائلة بسيطة تمارس الرعي والترحال، شأنها شأن معظم قبائل الصحراء المغربية في مرحلة الاستعمار الإسباني، وكانت طفولته مليئة بالأحداث التي عرفتها الصحراء من مقاومة وطنية للاستعمار الإسباني، ولا ريب أن الوالي الذي كان والده أحد رجالات المقاومة، تشبع بروح الوطنية، التي كانت حديث القبائل الصحراوية المناضلة من أجل الرجوع إلى حظيرة الوطن.
وبعد تلقيه تعليمه الأولي بالمدارس القرآنية، توجه الوالي مع عائلته إلى طانطان المحررة من الاحتلال الإسباني، وذلك بعد طرد عائلته من الصحراء المحتلة بدعوى المشاركة في عمليات المقاومة ضد الاستعمار الإسباني، وبهذه المدينة، تابع الطفل المشبع بروح الوطنية دروسه الابتدائية، ونتيجة لظروف عائلته المزرية، اضطر للعمل في الإنعاش الوطني كعامل بسيط، ثم تمت ترقيته ليصبح رئيس مجموعة من العمال، وهنا انخرط في العمل النقابي، وروي عن الكثير من أصدقائه المقربين، أنه كان شديد الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة.
وفي سن الثامنة عشر، أي في سنة 1966، التحق بمعهد التعليم الأصيل بمدينة تارودانت، ومنها التحق ليتابع دراسته الثانوية بالرباط، ومن تم التحق بجامعة محمد الخامس سنة 1970 ليتابع دراسته العليا بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية في تخصص العلوم السياسية.
وفي هذه المرحلة، بدأ يبرز في إطار المنظمات الطلابية، خاصة وأن مرحلة أواخر الستينات وبداية السبعينات تعرف بكونها الفترة الذهبية للمنظمات الطلابية، وتميز نشاطه السياسي بالدعوة إلى الإسراع في التحرك من أجل تحرير أقاليمنا الجنوبية من الاستعمار الإسباني، وبهذه الدعوة استطاع في ظرف وجيز أن يجمع حوله العديد من الشباب الوطني، سواء المنتمون إلى شمال المغرب أو جنوبه، ومما أكده لنا العديد من أساتذتنا اليوم، الذين كانوا في تلك المرحلة طلبة في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن الوالي مصطفى السيد كان يأتي إلى مكتبة الكلية ويصعد فوق كراسي المكتبة بهدف إثارة الطلبة، ليشرح لهم الوضع في الصحراء، وضرورة تحريرها من الاستعمار الإسباني، وكان معظم الطلبة يتفاعلون معه ويلقى الدعم منهم، لتتحول قضية الصحراء في بداية السبعينات إلى إحدى الأولويات في أوساط الطلبة.. فكيف كان حال الأحزاب الوطنية؟ وكيف تعاملوا مع القضية؟
يتبع…
AUSACO