
قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن هذه الأحداث تؤشر على “انفلات أمني غير مسبوق”، وعلى انهيار في الجبهة الداخلية للبوليساريو، نتيجة تفكك أجهزتها الأمنية، وضعف قدرتها على التعبئة والتأطير، “بسبب الهزائم والانتكاسات المتتالية التي تلقاها المشروع الانفصالي على المستويين السياسي والدبلوماسي، وخاصة على المستوى الميداني”.
وأشار عبد الفتاح إلى أن مجموعات الجريمة المنظمة التي اقتتلت خلال هذه الأحداث “محمية من العناصر القيادية في البوليساريو، التي تعتمد على هذه المجموعات لتحصيل الصناديق السوداء لتمويل نشاطاتها”.
كما أكد أن هذه العناصر القيادية “متورطة في رعاية مجموعة من الأنشطة غير القانونية، خاصة الاتجار بالسلاح الذي مصدره مخازن البوليساريو، والاتجار بالمحروقات، إلى جانب الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغيرها من الأنشطة”.
ولفت عبد الفتاح إلى أنه “من اللافت أن هذه المجموعات تتحشد بناءً على المعطى القبلي، وتستغل انهيار المنظومة الداخلية للبوليساريو، وحالة السخط الشعبي والامتعاض العارم من ممارسات الجبهة الانفصالية التي يطبعها الفساد ونهب المساعدات الإنسانية بشكل منهجي”، وهو الأمر الذي ساهم في احتقان الوضع الداخلي، حسب تعبيره.
ويرى الناشط الصحراوي أن هذا الوضع بات يدفع بالشباب والمراهقين في مخيمات تندوف إلى الانتظام أو الالتحاق بهذه المجموعات الإجرامية المنظمة ذات الطابع القبلي، “نظراً لغياب أجهزة البوليساريو وانهيار مؤسسات الجبهة الانفصالية في مخيمات تندوف”.