
في زمن تتكاثر فيه المؤامرات وتتعمق فيه التحالفات المشبوهة ضد مصالح المملكة المغربية، لم يعد الصمت خياراً، ولا التهاون جائزاً، ولا الحياد ممكناً، فالتطور الخطير المتكرر و المتمثل في محاولة النظام الجزائري الخوض في مفهوم “السيادة” وتفسيره خارج المنطق التاريخي والقانوني، يرقى إلى مستوى الاعتداء السياسي على كيان الأمة المغربية.
من المثير للقلق أن تتحول دعاية العسكر الجزائري من مجرد معاكسة عدائية تقليدية، إلى خطاب موجه يمس بجوهر السيادة المغربية، وتحديداً عبر التشكيك في ارتباط أقاليمنا الجنوبية بالوطن الأم.
لقد كشفت تصريحات وتحركات هذا النظام الحاكم و بدبلوماسيته و إعلامه أن الطموح لا يقف عند دعم ميليشيات الانفصال ” بوليساريو الجزائر “، بل يمتد إلى إقحام الجزائر مباشرة في ما تعتبره صراع سيادة، متجاهلة قرارات الأمم المتحدة والتاريخ المشترك، بل والشرعية الدولية بأكملها.
إننا اليوم أمام لحظة فاصلة تقتضي أكثر من مجرد تنديد، إنها لحظة الاصطفاف خلف قيادتنا الرشيدة، بتعبئة شاملة، ويقظة دائمة، ومواقف حازمة في كل منبر دبلوماسي، إعلامي، ومدني.
فالقضية ليست فقط دفاعاً عن الرمال الذهبية أو الحدود الجغرافية، بل معركة وجود ضد مشروع جزائري توسعي يجد في التوتر الدائم مبرراً لبقائه واستمراره.
ولعل ما لا يجب نسيانه أو السكوت عنه، هو أن هذه الحرب الناعمة التي تقودها الجزائر تحت غطاء الدبلوماسية أو الخطاب المهترئ “مساندة الشعوب “، ليست سوى واجهة لحرب حقيقية على استقرار المغرب، ومكانته القارية، وشراكاته الدولية ، وهنا، لا مكان للحياد، لأن كل موقف متردد هو سهم موجه إلى صدر الوطن.
على الإعلام الوطني أن يكون في طليعة هذه المواجهة، لا بمنطق رد الفعل، بل بمبادرة هجومية تكشف، تفضح، وتعرّي نوايا الجار الشرقي كما أن على المجتمع المدني أن يرفع من مستوى التعبئة، وأن يتحول إلى جبهة داخلية قوية تحرس الوعي الوطني و تقويه و تدحره من الانزلاق خلف الدعاية المضللة.
إن السيادة لا تُناقش… والوحدة لا تُساوَم… ومن يمدّ عينه لأراضينا، فليعلم أن المغاربة، ملكاً وشعباً، لن يسمحوا بتكرار سيناريوهات العبث في منطقة علمت العالم معنى الاستقرار في محيط مضطرب.
لقد تعرّت الأطماع الجزائرية… ولن نصمت.