السلطات السورية تغلق نهائيا “مقرات البوليساريو” في دمشق

في تطور دبلوماسي لافت أكدت السلطات السورية، بحضور وفد مغربي رسمي حلّ بسوريا في إطار ترتيبات إعادة فتح سفارة المملكة المغربية في العاصمة السورية ،الإغلاق الكامل والنهائي للمقر الذي كان يستغلها ممثلو جبهة “البوليساريو” في العاصمة دمشق والذي ظل لعقود يستفيد من وضع رمزي في قلب العاصمة السورية، بدعم من النظام الجزائري.
وانتقلت بعثة مشتركة، تضم مسؤولين مغاربة ومسؤولين سوريين كبار، إلى عين المكان لمعاينة الإغلاق الفعلي لمكتب انفصاليي البوليساريو في العاصمة السورية، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
وأبرزت السلطات السورية، خلال هذه الزيارة، أن قرار إغلاق المكتب يأتي تأكيدا لموقف دمشق الثابت في دعم وحدة المغرب الترابية، ورفضها الصريح لأي شكل من أشكال التعامل مع الكيانات الانفصالية، وهو ما يفتح المجال أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك .
ويُعد إغلاق هذا المكتب انتصارا جديدا للدبلوماسية المغربية، وتتويجا لمسار طويل من التقاطعات الإقليمية والدولية التي كرّست عزلة البوليساريو، في مقابل تنامي الدعم العربي والدولي لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
و”تعكس هذه الخطوة أيضا الإرادة الراسخة لدى سوريا لتقوية تعاونها الثنائي مع المغرب وتعزيز الاستقرار الإقليمي”.
وتندرج هذه التطورات في سياق دينامية دبلوماسية جديدة تعرفها العلاقات المغربية السورية، في ظل مؤشرات واضحة على طي صفحة التباعد السابق، والانفتاح على آفاق أوسع للتعاون، انسجاما مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تقوية الشراكات مع الدول العربية الشقيقة.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أعلن في الخطاب الذي وجهه إلى القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة يوم 17 مايو 2025 ببغداد، عن قرار إعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق، المغلقة منذ 2012.
وأكد الملك محمد السادس أن هذا الإجراء “سيساهم في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا وشعبينا الشقيقين”.