
كما حذرت الصين الولايات المتحدة من تجاوز الخط الأحمر في علاقات البلدين فيما يخص تايوان، بحسب بيان للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الصيني، ردا على اجتماع أعضاء من الكونغرس الأميركي، بمن فيهم رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي أمس الأربعاء مع رئيسة تايوان تساي إنغ ون بولاية كاليفورنيا.
ونشرت بكين التي لطالما هددت بالرد في حال عقد مثل هذا اللقاء، حاملة طائرات قرب تايوان قبل ساعات من عقد الاجتماع.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أن “الولايات المتحدة وتايوان تآمرتا من أجل تعزيز علاقاتهما، الأمر الذي يمس بصورة خطيرة بالسيادة الصينية ويشكل مؤشرا سيئا يدل على دعم الانفصاليين التايوانيين”.
وأكدت خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس أن الصين ستتخذ إجراءات حازمة وقوية للدفاع بعزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها.
خط أحمر
وقال بيان للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الصيني “في تجاهل لمعارضة الصين القوية، أصر مكارثي وأعضاء آخرون في الكونغرس الأميركي على الاجتماع مع تساي، التي تقوم برحلة ترانزيت عبر الولايات المتحدة”.
وأوضح البيان أن اللقاء الأميركي مع زعيمة تايوان انتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين بكين وواشنطن، وانتهك بشكل خطير أيضا القانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، مشددا على أن مسألة تايوان تقع في صميم المصالح الجوهرية للصين، والأساس السياسي بين بكين وواشنطن وأول خط أحمر لا يجب تجاوزه في علاقات البلدين.
وأشار البرلمان الصيني إلى أن اللقاء قوّض بشدة سيادة الصين ووحدة أراضيها، مؤكدا إدانته ومعارضته الشديدة للخطوة الأميركية، ومشددا على أنه لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها.
وأكد البرلمان معارضة بكين بحزم جميع أشكال التفاعل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، وحث حكومة الولايات المتحدة والكونغرس على التوقف عن تشويه مبدأ الصين الواحدة.
ورُصدت 3 سفن حربية أخرى اليوم الخميس قرابة الساعة السادسة (الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش) في المضيق الفاصل بين الصين والجزيرة التي تتمتع بنظام ديمقراطي، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، التي أضافت أن مروحية مضادة للغواصات عبرت منطقة الدفاع الجوي في تايوان. ونشرت الصين كذلك سفنا لخفر السواحل لإجراء دوريات استثنائية احتجت عليها تايبيه.
وفي أغسطس/آب الماضي، أجرت بكين مناورات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان خلال زيارة لرئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي للجزيرة أغضبت الصين.

توقيت حساس
في المقابل، قال وزير الدفاع التايواني شيو كوو-شينغ إن هناك حاملة طائرات صينية على بعد 200 ميل بحري من سواحل تايوان الشرقية، مشيرا إلى أن توقيت نشر الحاملة “شاندونغ” حساس، لكنه لم يشر إلى رصد أي مناورات في محيط السفينة الحربية.
وأضاف “عندما تخرج حاملة طائرات تحصل عادة عمليات إقلاع وهبوط طائرات. لكن لم نرصد أي هبوط أو اقلاع” حتى الآن.
وفي الولايات المتحدة رحبت تساي في طريق عودتها من جولة في أميركا الوسطى بـ”الدعم الراسخ” للولايات المتحدة لتايوان، وأكدت أن التايوانيين “ليسوا معزولين”.
وتتزامن التوترات بين بكين وتايبيه مع زيارة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين حيث التقى الأخير نظيره شي جين بينغ.
كما تأتي في اليوم نفسه الذي وصل فيه إلى تايوان وفد مؤلف من 8 أعضاء في الكونغرس الأميركي لإجراء محادثات حول التجارة والأمن.
وتعتبر بكين -المتمسكة بمبدأ صين واحدة- جزيرة تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر، وتعارض أي اتصال رسمي بين تايبيه ودول أخرى.
وتعترف 13 دولة فقط بتايوان بينها بيليز وغواتيمالا، اللتان زارتهما تساي خلال جولتها بعد محطة أولى في نيويورك.