
يقول الشيخ العلامة بكر أبو زيد – رحمه الله – في كتابه النفيس
(حلية طالب العلم) : خذ تقسيم الصَّديق في أدَقِّ المعايير :
– صديق منفعة.
– صديق لذة.
– صديق فضيلة.
– صديق منفعة :
وهو الذي يصادقك … ، ما دام ينتفع منك بمال أو بجاه أو بغير ذلك ، فإذا إنقطع الإنتفاع ، فهو عدوك لا يعرفك ولا تعرفه ، وما أكثر هؤلاء ، وما أكثر الذين يلمزون في الصدقات ، { فإنْ أُعطوا منها رَضوا وإنْ لم يُعطَوا منها إذا هُم يَسْخَطون } ؟ .
هذا صديق منفعة .
– صديق لذة :
يعني لا يصادقك إلّا لأنه يتمتع بك ، في المحادثات والمؤانسات والمسامرات ، ولكنه لا ينفعك ولا يريد أنْ ينفعك ، ليس إلّا ضياع وقت فقط .
هذا أيضاً إحذر منه .
– صديق فضيلة :
يحملك على ما يزين ، وينهاك عما يشين ، ويفتح لك أبواب الخير ، ويدلك عليه ، وإذا زللت ينهاك على وجه لا يخدش كرامتك .
وصديق الفضيلة هذا ( عُملَة صعبة يعز الحصول عليها )
رَزَقنا الله وإيّاكم صديق الفضيلة ، وجعلنا جميعاً منْ أصدقاء الفضيلة .
قال عمر بن الخطاب :
ما أعطي بعد الإسلام نعمة خيراً من أخ صالح ، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به
وقال الشافعي :
إذا كان لك صديق – يعينك على الطاعة – فشدّ يديك به ، فإن إتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل
وقال الحسن البصري:
إخواننا أحبّ إلينا من أهلنا وأولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا ، وإخواننا يذكروننا بالآخرة ، ومن صفاتهم : الإيثار
وقال لقمان الحكيم لإبنه :
يا بني ، ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخاً صادقاً ، فإنما مثله كمثل “شجرة ” إنْ جلست في ظلها أظلتك ، وإنْ أخذت منها أطعمتك ، وإنْ لم تنفعك لم تضرك “.
إهداء للرفقة الطيبة الصادقة في المحبة الذين يغفرون الزلات ويحسنون الظنون ويكتمون العيوب .